مشاركة مميزة

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو مرحباً بكم في هذا الفضاء الإلكتروني المخصص لتقديم المعلومات القانونية الدقيق...

أمران تمهيديان من محكمة بولونيا بشأن الحماية التكميلية: طلب إيضاحات من محافظة شرطة بولونيا

أمران تمهيديان من محكمة بولونيا بشأن الحماية التكميلية: طلب إيضاحات من محافظة شرطة بولونيا

بتاريخ 5 مارس 2025، أصدرت المحكمة العادية في بولونيا – القسم المختص بقضايا الهجرة – أمرين تمهيديين في الدعويين المسجلتين تحت رقمي 1659/2025 ر.ع. و1836/2025 ر.ع.، وكلاهما يتعلق بالصعوبات التي واجهها مقدمو الطلبات في الوصول إلى إجراءات طلب الحماية التكميلية لدى محافظة شرطة بولونيا.

في القضية الأولى (رقم 1659/2025)، ذكر مقدم الطلب أنه ذهب مرتين إلى المحافظة في الصباح الباكر، دون أن يتمكن من تقديم طلبه للحماية. المحكمة أوضحت أنه لا يمكنها التدخل لمجرد تنظيم الإدارة، لكنها شددت على أنه إذا كانت الممارسات الإدارية تعيق أو تؤخر بشكل غير مبرر ممارسة حق شخصي (مثل الحق في تقديم طلب حماية)، فإن القضاء العادي يجب أن يتدخل. ومع ذلك، اعتبرت المحكمة أن الوقائع المعروضة غير كافية لإثبات وجود استحالة حقيقية في الوصول إلى الإجراء، وبالتالي أمرت بجمع معلومات من محافظة شرطة بولونيا بموجب المادة 213 من قانون الإجراءات المدنية، لتوضيح مواعيد الاستقبال وعدد الطلبات المستلمة فعلياً.

أما في القضية الثانية (رقم 1836/2025)، فقد مُنع مقدم الطلب من الوصول إلى الإجراء بحجة عدم توفر وثائق تثبت الإقامة في بولونيا. المحكمة أوضحت، بناءً على اجتهاد قضائي وطني وكذلك اجتهاد صادر عن محكمة بولونيا نفسها، أن عدم إثبات الإقامة لا يمكن أن يشكل سببًا لرفض قبول طلب الحماية، لأنه عيب يمكن تصحيحه أثناء النظر في الأساس الموضوعي للطلب. ولهذا السبب، أمرت المحكمة أيضًا بجمع معلومات من محافظة شرطة بولونيا لتحديد ما إذا كانت هذه الممارسة – أي اشتراط وثائق الإقامة مسبقًا – تطبق بالفعل كشرط لمنع تقديم الطلب.

رغم أن القرارين تمهيديان، فإنهما يؤكدان على توجه قضائي راسخ: الحق في الوصول إلى إجراءات الحماية لا يمكن تقييده بممارسات إدارية صارمة أو مخالفة للقانون، ويجب إخضاع أي عقبة إجرائية أو تفسير مقيّد للمراجعة القضائية.

ومن اللافت أن المحكمة في كلا الملفين لجأت إلى المادة 213 من قانون الإجراءات المدنية لطلب توضيحات رسمية من محافظة شرطة بولونيا، مما يعكس الأهمية التي توليها المحكمة لمبدأ الشفافية في الإجراءات الإدارية ولضمان فعالية الحقوق الأساسية.


المحامي فابيو لوسيربو


مكتب الهجرة في محافظة مودينا: نقطة مرجعية فعالة للحماية والإقامة



مكتب الهجرة في محافظة مودينا: نقطة مرجعية فعالة للحماية والإقامة

في مدينة مودينا، يُعتبر مكتب الهجرة التابع لمحافظة الشرطة ليس مجرد هيئة إدارية، بل يُعد أيضًا مركزًا فعليًا للاستقبال المؤسسي. ويتميّز قسم اللجوء بشكل خاص بنهج عملي ومهني يحترم القوانين، وهو ما يستحق التقدير والإشادة. كل من يعمل في مجال المساعدة القانونية والاجتماعية للأجانب يدرك جيدًا مدى كفاءة وتعاون موظفي هذا القسم، وهو ما يتضح من أول تواصل يتم معهم.

ومن الجدير بالذكر أن قسم اللجوء في محافظة مودينا يعترف صراحة بإمكانية تقديم طلب للحصول فقط على تصريح الإقامة لأسباب الحماية التكميلية، حتى خارج الإطار التقليدي لطلب اللجوء أو الحماية الفرعية. ويتجلى هذا الاعتراف من خلال اعتماد إجراء محدد يتم فيه تحديد موعد رسمي لتقديم طلب الحماية التكميلية ضمن مسار الحماية الدولية. وهذه خطوة هامة تعكس احترام الاجتهادات القضائية المتقدمة والحقوق المضمونة بموجب المادة 19 من قانون الهجرة.

وتنقسم الإجراءات إلى مرحلتين: المرحلة الأولى مخصصة لـالتعرف وأخذ البصمات، بينما تُخصّص المرحلة الثانية لـإصدار إيصال الإقامة المؤقتة، مما يسمح لمقدم الطلب بالحصول على الخدمات الأساسية والعمل والاندماج في انتظار القرار النهائي.

وفيما يتعلق بـتجديد تصاريح الإقامة لطلب الحماية، فقد فوّضت المحافظة هذه المهام إلى المكتب المختص في بلدية مودينا. ومع ذلك، عند وجود احتياجات تتعلق بالعمل أو حالات إنسانية خاصة، يُظهر مكتب الهجرة اهتمامًا بالغًا، حيث يعمل مباشرة على تحديد أو تقديم الموعد المُحدد مسبقًا، لتجنّب أي تأخير أو اضطراب في مسار تسوية أوضاع الأجانب.

وهذا الاستعداد للاستماع والتكيّف ليس أمرًا شائعًا على مستوى وطني. ففي نظام كثيرًا ما يتسم بالبطء وصعوبة الوصول، تُثبت تجربة مودينا أنه من الممكن الجمع بين الشرعية والإنسانية، وتقديم إجابات سريعة ومتناسقة وصحيحة قانونيًا لمن هم في حالات ضعف.

إن مكتب الهجرة بمحافظة مودينا هو، بحق، نموذج ملموس لإدارة جيدة: قريب من الناس، ولكنه صارم في احترام الإجراءات. إنها جهة تعمل بهدوء يومي، لكنها تستحق أن تُعرف ويُشاد بها لما تمثله من قيمة.


المحامي فابيو لوسيربو