الحماية القضائية المؤقتة للإدماج الاجتماعي في إطار الحماية الخاصة – محكمة بريشيا، القرار رقم R.G. 4598-1/2025 بتاريخ 29 أبريل 2025
الملخص
أصدرت محكمة بريشيا بتاريخ 29 أبريل 2025 قرارًا بوقف تنفيذ أمر إداري برفض طلب تصريح الإقامة لأسباب الحماية الخاصة، مستندة إلى توافر عنصري الجدية الظاهرة والخطر في التأخير، وذلك على ضوء الوثائق التي تثبت إدماج الطاعن الاجتماعي والمهني. وتؤكد هذه القضية على مركزية مبدأ الجذور الاجتماعية كأساس للحماية المؤقتة لحق الأجنبي في الإقامة.
1. مقدمة
يمثل القرار الصادر عن المحكمة المدنية ببريشيا – الدائرة المتخصصة في قضايا الهجرة – بتاريخ 29 أبريل 2025، في القضية رقم R.G. 4598-1/2025، تأكيدًا مهمًا على الاتجاه القضائي الذي يعترف بقيمة الإدماج الاجتماعي في إطار الحماية الخاصة، حتى في مرحلة التقاضي المؤقت.
2. وقائع القضية
المعني بالأمر، مواطن مغربي استقر في إيطاليا منذ عام 2020، تقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة لأسباب الحماية الخاصة طبقًا للمادة 19 من المرسوم التشريعي رقم 286/1998. وقد أرفق بطلبه مجموعة من المستندات التي تثبت مساره الفعلي في الاندماج الاجتماعي والسكني والمهني.
ومن بين الوثائق المقدمة:
-
عقد إيجار مسكن مسجل رسميًا وشهادة سكن؛
-
عقد عمل دائم لدى نفس الشركة التي سبق أن عمل بها بعقد مؤقت؛
-
مستندات تثبت دخله واستقلاله الاقتصادي (شهادة INPS).
ورغم كل ذلك، أصدرت الشرطة قرارًا برفض الطلب، ما دفع المعني إلى الطعن فيه وطلب وقف التنفيذ بصفة عاجلة.
3. القرار القضائي بوقف التنفيذ
رأت المحكمة أن الشروط اللازمة لوقف التنفيذ متوافرة، وبشكل خاص:
-
عنصر الجدية الظاهرة (fumus boni iuris): استنادًا إلى وجود علاقة عمل ثابتة ودائمة، وإلى وثائق تثبت إدماجه الفعلي في المجتمع المحلي؛
-
عنصر الخطر في التأخير (periculum in mora): يتمثل في الخطر الحقيقي من ترحيل الأجنبي قبل الفصل في القضية موضوعًا، مما يعني فقدانه لعمله وقطع مسار إدماجه.
استند القرار إلى المادتين 19-ت و5، الفقرة 2 من المرسوم التشريعي رقم 150/2011، ويندرج ضمن توجه قضائي مستقر يعترف بأن الاستقرار والإدماج الاجتماعي-المهني معايير أساسية لمنح الحماية المؤقتة.
4. خاتمة
يعيد هذا القرار التأكيدي الصادر عن محكمة بريشيا التأكيد على الوظيفة الحمائية للمادة 19، الفقرة 1.1، من قانون الهجرة الموحد، تماشيًا مع المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، ويمنح حماية قانونية فورية وفعالة للشخص الأجنبي الذي تربطه علاقة فعلية بالأراضي الإيطالية. ويعزز الحكم الفكرة القائلة بأن الإدماج ليس مجرد واقع اجتماعي، بل هو قيمة قانونية تُبرّر تمتع الفرد بحقوق ذاتية سواء في مرحلة التقاضي المؤقت أو الموضوعي.
المحامي: فابيو لوسيربو
محامٍ مختص في قانون الهجرة
www.avvocatofabioloscerbo.it