بيان حول الهجرة المستدامة: الاندماج كشرط وليس كهدف
المقدمة
اعتمدت أوروبا لعدة عقود نهجاً في التعامل مع الهجرة يعتمد على إدماج المهاجرين في سوق العمل كشرط للبقاء. وقد أظهر هذا النموذج محدودية كبيرة، مما أدى إلى توترات اجتماعية وعرقلة تحقيق التماسك الحقيقي بين المهاجرين والمجتمعات المضيفة. لقد حان الوقت لتغيير هذه القاعدة: ليس العمل هو الذي يبرر الدخول والإقامة، بل الاندماج.
يحدد هذا البيان مبادئ واضحة: اندماج من أجل البقاء، وليس من أجل العمل. من لا يظهر اندماجاً حقيقياً يفقد حقه في الإقامة ويجب أن يبدأ عملية العودة إلى بلده الأصلي. لا تتعلق استدامة الهجرة فقط باستقبال مهاجرين جدد، بل أيضاً بحماية من أتموا بالفعل عملية الاندماج بنجاح.
المبادئ الأساسية
-
الاندماج كشرط أساسي
يجب أن يكون الدخول والإقامة في أوروبا مشروطين بقدرة ورغبة المهاجر على الاندماج في المجتمع المضيف. لا يكفي الحصول على عمل: بل يجب إثبات التزام ملموس بقيم المجتمع ومعاييره وثقافته. -
حماية المهاجرين المندمجين
ترتبط استدامة الهجرة ارتباطاً وثيقاً بحماية حقوق وفرص من أتموا بالفعل عملية الاندماج. يجب أن تضمن السياسات الاستمرارية والاستقرار لأولئك الذين ساهموا في رفاهية المجتمع المضيف، مع منع التفاوتات بين الوافدين الجدد والمهاجرين المستقرين. -
تقييد لم الشمل الأسري
يجب أن يُمنح لم الشمل الأسري فقط عندما يكون لدى مقدم الطلب اندماج قوي ومتماسك. لا يمكن اعتباره حقاً تلقائياً، بل امتيازاً يعتمد على احترام القواعد والمساهمة الفعالة في المجتمع. -
العودة كخيار ضروري
من لا يُظهر اندماجاً خلال فترة زمنية معقولة أو يُظهر سلوكيات تتعارض مع التماسك الاجتماعي، يجب أن يبدأ عملية العودة إلى بلده الأصلي، مدعوماً بأدوات ملموسة لإعادة الإدماج.
الخاتمة
يجب على أوروبا أن تتعلم من أخطاء السياسات الوطنية التي تفضل الحلول قصيرة المدى، مثل النموذج الإيطالي. هناك حاجة إلى نموذج يعتمد على المسؤولية، والتبادل، والاستدامة، حيث يكون الاندماج شرطاً أساسياً للبقاء، وتكون العودة إلى البلد الأصلي خياراً ملموساً لمن لا يندمج.
المحامي: فابيو لوسيربو
خبير في مجال الهجرة واللجوء
مسجل في سجل الشفافية الخاص بالاتحاد الأوروبي – ID: 280782895721-36
www.avvocatofabioloscerbo.it