مشاركة مميزة

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو مرحباً بكم في هذا الفضاء الإلكتروني المخصص لتقديم المعلومات القانونية الدقيق...

إشارة شنغن ورفض تصريح الإقامة: صرامة قانونية تعيق الاندماج

 

إشارة شنغن ورفض تصريح الإقامة: صرامة قانونية تعيق الاندماج

يبرز الحكم الأخير الصادر عن المحكمة الإدارية الإقليمية لإميليا رومانيا، رقم 638/2024 مرة أخرى كيف لا يزال التشريع الإيطالي بشأن الهجرة يعتمد على آليات تلقائية تعرقل التقييم الفردي للحالات وتعيق عملية الاندماج. تتعلق القضية المعنية برفض تصريح إقامة لتسوية العمل غير النظامي لمواطن مغربي، وذلك بسبب إدراج اسمه في نظام معلومات شنغن (SIS) من قبل فرنسا بعد ترحيله في عام 2021.

أكدت المحكمة أن وجود إشارة في نظام شنغن لأغراض عدم القبول في الأراضي الإيطالية يمثل عائقًا مطلقًا أمام إصدار تصريح الإقامة، مما يمنع الإدارة العامة من تقييم الحالة الشخصية لمقدم الطلب. هذا النهج يستبعد أي تحليل لحالة الاندماج الفعلي للعامل الأجنبي في إيطاليا، متجاهلاً مساهمته الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن يقدمها للبلد.

وجهة نظري حول الهجرة، والتي عبرت عنها في كتابي "الاندماج أم إعادة الهجرة"، تستند إلى نموذج واضح: يجب أن يقوم الاندماج على ثلاثة ركائز أساسية العمل، اللغة، واحترام القوانين. يجب أن يُسمح بالبقاء لأولئك الذين يثبتون التزامهم بهذه الشروط، بغض النظر عن العقبات البيروقراطية أو القرارات الإدارية التي لا تقوم بتحليل فردي للحالات. في هذه القضية، يتم تطبيق إشارة شنغن دون تمييز، دون التحقق مما إذا كان الشخص قد حقق مسارًا حقيقيًا للاندماج الاجتماعي والمهني في إيطاليا.

يقر قانون الاتحاد الأوروبي بأن إشارات شنغن ليست إلزامية تلقائيًا للدول الأعضاء، ولكن يمكن تقييمها بناءً على الوضع الفعلي لمقدم الطلب وأهداف طلب الإقامة. ومع ذلك، لا يزال النظام الإيطالي يعتمد نهجًا بيروقراطيًا متشدّدًا، مما يمنع أي فرصة للتسوية القانونية حتى لأولئك الذين يعملون بجد ويحترمون القوانين.

لا يمكن أن يكون الاندماج مجرد مفهوم نظري، بل يجب أن يكون عملية قابلة للقياس تستند إلى معايير واضحة وقابلة للتنفيذ. التطبيق التلقائي لإشارة شنغن يؤدي فعليًا إلى حرمان الأفراد من حقهم في الاندماج، مما يخلق حلقة مفرغة يتم فيها رفض الأشخاص الموجودين بالفعل في الأراضي الإيطالية دون أي بدائل، مما يزيد من حالات الإقامة غير القانونية. يجب أن يتضمن نموذج أكثر عدالة تقييماً فردياً يأخذ في الاعتبار المساهمة الاجتماعية والاقتصادية لمقدم الطلب، بالإضافة إلى عدم وجود أي مخاطر أمنية حقيقية.

يوضح هذا الحكم الحاجة الملحة إلى إصلاح نظام تسوية أوضاع المهاجرين، من خلال اعتماد معايير تحقق توازنًا بين الأمن والاندماج. لا يمكن لإيطاليا الاستمرار في إدارة الهجرة من خلال قوانين صارمة وعقابية، بل يجب عليها تبني نموذج عقلاني ومستدام يكافئ من يندمج في المجتمع ويوفر قواعد واضحة لمن لا يفي بشروط الإقامة. إعادة الهجرة لا ينبغي أن تكون طردًا تعسفيًا، بل يجب أن تكون مبدأً تنظيميًا لمن لا يندمج، دون معاقبة من يساهم بنشاط في المجتمع.

المحامي فابيو لوسيربو
📧 avv.loscerbo@gmail.com
🌐 https://www.avvocatofabioloscerbo.it