مشاركة مميزة

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو مرحباً بكم في هذا الفضاء الإلكتروني المخصص لتقديم المعلومات القانونية الدقيق...

تسوية أوضاع العمال الأجانب لعام 2020: مجلس الدولة يعزز حماية الحقوق الجوهرية للأجانب



تسوية أوضاع العمال الأجانب لعام 2020: مجلس الدولة يعزز حماية الحقوق الجوهرية للأجانب

أصدر مجلس الدولة الإيطالي مؤخرًا حكمين هامين يساهمان في توضيح النهج الصحيح بشأن تسوية أوضاع العمال الأجانب المنصوص عليها في المادة 103 من المرسوم بقانون رقم 34 لسنة 2020، والذي تم تحويله إلى قانون مع تعديلات بموجب القانون رقم 77 بتاريخ 17 يوليو 2020.

تعد هذه القرارات أساسية حيث تؤكد على مبدأ جوهري: عندما لا تُنسب المخالفات الشكلية التي تعيق الإجراء إلى العامل الأجنبي، ولكن إلى رب العمل أو الإدارة، فإن العامل يحتفظ بحقه في الحصول على تصريح إقامة.


أولوية توافر الشروط الموضوعية

في الحكم رقم 3643 بتاريخ 22 أبريل 2024، أكد مجلس الدولة أن رفض طلب التسوية بسبب مخالفات شكلية لا تُنسب للعامل الأجنبي، ودون التحقق من توافر الشروط الجوهرية، يؤدي إلى إحباط غير مبرر للمصلحة العامة الأساسية المتعلقة بتسوية أوضاع العمال الأجانب.

وأشار القاضي الإداري إلى أن:

  • التسوية تخدم مصالح عامة أساسية، تتعلق بحماية الحقوق الأساسية وباستقرار سوق العمل والاقتصاد الوطني؛

  • العامل الذي أثبت اندماجه الاجتماعي والمهني الفعلي، في غياب أي مؤشرات على الخطورة الاجتماعية، لا يجوز معاقبته بسبب مخالفات إجرائية لا دخل له بها.

ويفرض تفسير وظيفي ومُتجه دستوريًا للنصوص القانونية، ضرورة حماية وضع الأجنبي عندما تتوافر الشروط الموضوعية.


الحق في الحصول على تصريح إقامة "بانتظار عمل"

نتيجة لهذا التوجه، حتى في حالة وجود مخالفات تعزى فقط إلى صاحب العمل، يظل للمواطن الأجنبي الحق في الحصول على تصريح إقامة بانتظار العمل.
وبهذه الطريقة، يتم تجنب إحباط المصلحة المشروعة التي يحميها النظام القانوني لأسباب شكلية بحتة.


تأكيد المبدأ: الحكم رقم 7757 بتاريخ 24 سبتمبر 2024

في الحكم رقم 7757 بتاريخ 24 سبتمبر 2024، أكد مجلس الدولة من جديد هذه المبادئ وعززها.

أكد الحكم أن ليس فقط صاحب العمل، بل أيضًا العامل الأجنبي له الحق الكامل في المشاركة في الإجراء الإداري، مع استلام الإخطارات الواجبة وفقًا للقانون رقم 241 لسنة 1990.

ويُعتبر وضع العامل:

  • مؤهلاً ومميزاً؛

  • حيث يشارك مباشرة في توقيع عقد الإقامة؛

  • ويشارك في تقديم طلب الحصول على تصريح الإقامة للعمل بموجب إجراءات التسوية.

تعيد هذه الرؤية الاعتبار للشخص الأجنبي في إجراءات التسوية، بما يتماشى مع المبادئ الدستورية للمساواة وحماية الحقوق الأساسية.


الخلاصة

تمثل أحكام مجلس الدولة خطوة متقدمة مهمة في الاعتراف بدور وحقوق العمال الأجانب في إطار إجراءات تسوية أوضاعهم لعام 2020.
وتؤكد أن حماية الحقوق الأساسية لا يجب أن تخضع للشكلية الإجرائية وأن الإدارة ملزمة بالعمل بطريقة عادلة وعقلانية تخدم المصلحة العامة المنصوص عليها في القانون.

المبدأ واضح: متى توفرت الشروط الموضوعية، يجب الاعتراف بحق الأجنبي.


المحامي فابيو لوسيربو
البريد الإلكتروني: avv.loscerbo@gmail.com
البريد المهني PEC: avv.loscerbo@ordineavvocatibopec.it
رقم الهاتف: ‎+39 334 1675274
الموقع الرسمي: www.avvocatofabioloscerbo.it



لقد نشرت كتابي الجديد: "الحماية التكميلية: الاجتهاد القضائي لعام 2024"



لقد نشرت كتابي الجديد: "الحماية التكميلية: الاجتهاد القضائي لعام 2024"

على مدار السنوات الأخيرة، أصبحت الحماية التكميلية واحدة من أهم الأدوات في حماية الحقوق الأساسية للمواطنين الأجانب.
بصفتي محامياً ملتزماً دائماً بالدفاع عن طالبي الحماية، شعرت بالحاجة إلى جمع وتحليل الاجتهاد القضائي الأحدث في هذا المجال بطريقة منهجية.
من هذه الحاجة، ولد كتابي الجديد: "الحماية التكميلية: الاجتهاد القضائي لعام 2024"، المتوفر على أمازون.

📚 اشترِ الكتاب عبر أمازون
(الرابط المباشر: https://www.amazon.it/PROTEZIONE-COMPLEMENTARE-GIURISPRUDENZA-ANNO-2024/dp/B0DRZNCSPR)


لماذا كتبت هذا الكتاب؟

خلال عام 2024، تابعت يوميًا تطور الاجتهاد القضائي الإيطالي في موضوع الحماية التكميلية.
لاحظت أن هناك كنزاً غنياً من المبادئ القضائية التي تستحق أن يتم دراستها، جمعها، وتقديمها بطريقة يسهل استخدامها لكل العاملين في المجال القانوني.
كثيراً ما تؤدي تجزئة الأحكام إلى صعوبة رسم خط واضح.
من خلال هذا الكتاب، أردت أن أنظم المعلومات، مقدماً صورة كاملة ومحدثة عن أهم القرارات الصادرة عن المحاكم العادية والأقسام المتخصصة في قضايا الهجرة.


ماذا يحتوي الكتاب؟

"الحماية التكميلية: الاجتهاد القضائي لعام 2024" ليس مجرد مجموعة من الأحكام القضائية.
في كل قرار قمت بتحليله أدرجت:

  • ملخصاً للوقائع؛

  • التحليل القانوني الذي تبناه القضاة؛

  • ملاحظات عملية مفيدة للدفاع؛

  • الإشارة إلى النصوص القانونية المطبقة، خاصة المواد 19 الفقرتين 1 و1.1 من المرسوم التشريعي رقم 286/1998.

هدفي كان إنشاء أداة عملية تخدم كل من يعمل يومياً لضمان حقوق المهاجرين، وأيضًا أولئك الذين يريدون دراسة هذا المجال المهم بطريقة جادة وعميقة.


لمن هذا الكتاب؟

لقد كتبت هذا الكتاب لكل من:

  • المحامين العاملين في قانون الهجرة والحماية الدولية؛

  • أعضاء لجان اللجوء والدوائر الإدارية المختصة؛

  • القضاة الذين يتعاملون مع قضايا الحماية الخاصة والتكميلية؛

  • الطلاب والباحثين المهتمين بتطور هذا المجال الحيوي.

حرصت على أن يكون الأسلوب واضحًا ودقيقًا، يسمح بالرجوع السريع لأغراض العمل أو بالدراسة المعمقة لمن يريد فهم القضايا الجوهرية.


لماذا من المهم مواكبة التطورات في الحماية التكميلية؟

في السنوات الأخيرة، أصبحت الحماية التكميلية محوراً رئيسياً في منظومتنا القانونية:

  • إنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحماية حقوق الإنسان الأساسية؛

  • تمنح لأولئك الذين لا تنطبق عليهم شروط اللجوء أو الحماية الفرعية ولكن لا يمكن إعادتهم إلى بلدانهم دون خرق مبدأ عدم الإعادة القسرية؛

  • ترتبط بالمبادئ الدستورية والدولية، مثل المادة 2 و10 من الدستور الإيطالي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

فهم الحماية التكميلية اليوم يعني الدفاع عن القيم الأساسية لدولة القانون.


التزام مستمر

يمثل هذا الكتاب خطوة جديدة في مسيرتي اليومية كمحامٍ وكباحث قانوني.
آمل أن يكون مفيدًا لكل من يؤمن بأن القانون يجب أن يكون أداة ملموسة لحماية كرامة كل إنسان.

أدعوكم لقراءة هذا الكتاب ومشاركة آرائكم: سيكون شرفًا لي أن أتحاور مع كل من يريد المساهمة في تحسين حماية الحقوق الأساسية.

📚 يمكنكم شراء الكتاب هنا


المحامي فابيو لوسيربو
البريد الإلكتروني: avv.loscerbo@gmail.com
البريد الإلكتروني المهني PEC: avv.loscerbo@ordineavvocatibopec.it
الهاتف: +39 334 1675274
الموقع الرسمي: www.avvocatofabioloscerbo.it



حماية وحدة الأسرة وبطاقة الإقامة لزوج سابق: المفهوم الموسّع لـ"الأسرة" في ضوء حكم محكمة بولونيا بتاريخ 2 أكتوبر 2024



حماية وحدة الأسرة وبطاقة الإقامة لزوج سابق: المفهوم الموسّع لـ"الأسرة" في ضوء حكم محكمة بولونيا بتاريخ 2 أكتوبر 2024

الأستاذ المحامي فابيو لوشيربو
محامٍ في بولونيا

يتناول حكم محكمة بولونيا الصادر في 2 أكتوبر 2024 موضوعاً قانونياً بالغ الأهمية والراهنيّة، وهو: إمكانية منح بطاقة الإقامة الخاصة بأفراد أسرة مواطني الاتحاد الأوروبي أيضًا للزوج أو الزوجة السابق(ة) في حال وجود حالة ضعف صحّي شديد وتلقّي مساعدة دائمة ومستمرّة من طرف المواطن الأوروبي.

ملخص القضية

المُدّعي، وهو مواطن أجنبي يقيم في إيطاليا منذ عام 1989، كان قد تزوج من مواطنة من دول الاتحاد الأوروبي، ورُزق منها بطفلين. لاحقًا، تم الطلاق بين الطرفين، ولكن المَدّعي أُصيب بأمراض خطيرة أقعدته، مما وضعه في حالة صحية حرجة. على إثر ذلك، استأنف التواصل مع زوجته السابقة، وعاد ليعيش معها في علاقة استقرار ومساعدة يومية، حيث كانت الزوجة السابقة المعيل الوحيد له من الناحيتين الاقتصادية والرعائية.

بناءً على هذه الوضعية، قدّم المواطن الأجنبي طلبًا للحصول على بطاقة إقامة كأحد أفراد أسرة مواطن أوروبي وفقًا للمادة 10 من المرسوم التشريعي رقم 30/2007. إلا أن السلطات (الشرطة المختصة بالأجانب) رفضت الطلب بدعوى عدم وجود علاقة زواج قائمة.

الإطار القانوني والقضائي

أعادت محكمة بولونيا بناء الإطار القانوني الوطني والأوروبي المعني، واعتبرت أن للمُدّعي الحق في الحصول على بطاقة الإقامة، معتمدة على تفسير مرن وتقدّمي للمادة 3، الفقرة 2، من التوجيه الأوروبي 2004/38/EC والمادة المناظرة من المرسوم التشريعي الإيطالي 30/2007.

وفقًا لهذين النصين، يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن "تُيَسِّر" دخول وإقامة أي فرد آخر من الأسرة لا يندرج ضمن التعريف الضيق للمادة 2، طالما أنه يعيش مع المواطن الأوروبي أو يتلقى منه مساعدة بسبب ظروف صحية خطيرة.

واستندت المحكمة إلى الاعتبار السادس من التوجيه الأوروبي، والذي ينص على أن الغرض من النص القانوني هو "الحفاظ على وحدة الأسرة بمعناها الأوسع". كما استشهدت المحكمة بحكم محكمة العدل الأوروبية في القضية C-22/21 (SRS) الصادر في 15 سبتمبر 2022، والذي نص على أن مفهوم "أي فرد آخر من أفراد الأسرة" يجب أن يُفهم بشكل واسع، ليشمل الأشخاص الذين تربطهم بالمواطن الأوروبي علاقة تبعية شخصية مستقرة ودائمة، تنشأ داخل إطار عائلي حقيقي يفوق مجرد التعايش المؤقت.

مفهوم موسّع للأسرة

أوضحت محكمة العدل الأوروبية أن وجود تبعية شخصية ورعاية دائمة في سياق عائلي فعلي، حتى في غياب العلاقة الزوجية الرسمية، كافٍ لاعتبار الشخص فردًا من أفراد الأسرة وفقًا للمادة 3، الفقرة 2. ولذلك، رأت محكمة بولونيا أن العِشرة اليومية والرعاية المُقدَّمة من الزوجة السابقة تُعد كافية لتبرير منح بطاقة الإقامة، انسجامًا مع أهداف التوجيه الأوروبي الرامية إلى حماية الحياة الأسرية الفعلية، خاصةً في حالات الضعف.

خاتمة

يندرج هذا الحكم ضمن تطور تدريجي في الفقه القضائي يتجه نحو تجاوز النظرة الشكلية لتعريف "الأسرة" في سياق علاقة الأجانب بمواطني الاتحاد الأوروبي. ويُؤكّد هذا الحكم على مبدأ التضامن الأسري الواقعي، الذي يعترف بالعلاقات الشخصية والاجتماعية الفعلية، وليس فقط بالروابط القانونية الشكلية.

في ظل منظومة قانونية تتطلب المرونة والانتباه لحقوق الإنسان الأساسية، يُعتبر حكم محكمة بولونيا نموذجًا يحتذى به في التوفيق بين الشرعية القانونية والإنسانية والكرامة الفردية.



قبول التدبير الاحترازي في قضايا الحماية الخاصة – محكمة تورينو، القرار الصادر بتاريخ 11 أبريل 2025، رقم القضية R.G. 6600/2025

 

قبول التدبير الاحترازي في قضايا الحماية الخاصة – محكمة تورينو، القرار الصادر بتاريخ 11 أبريل 2025، رقم القضية R.G. 6600/2025

بقلم المحامي فابيو لوشيربو


مقدمة

بموجب قرار صادر بتاريخ 11 أبريل 2025، قبلت المحكمة المدنية العادية في تورينو – القسم التاسع المدني – الطلب الاحترازي المقدم في إطار دعوى مبسطة وفقًا للمادة 281 مكرّر من قانون الإجراءات المدنية الإيطالي، وقضت بتعليق النفاذ التنفيذي لقرار إداري يقضي برفض منح تصريح إقامة لأسباب الحماية الخاصة.

وتكمن أهمية هذه القضية في نقطتين: أولًا، بسبب إعادة الوضع القانوني للمشتكي في الأراضي الإيطالية من خلال إعادة إيصال استلام طلب الإقامة، وثانيًا، لتأكيد إمكانية تطبيق نظام التقاضي المبسط في دعاوى الهجرة وفقًا للمادة 19 من المرسوم التشريعي رقم 286 لسنة 1998.


الإطار الوقائعي والقانوني

تبدأ الواقعة من رفض إدارة الشرطة لطلب تصريح إقامة لأسباب الحماية الخاصة بموجب المادة 19، الفقرة 1.1 من قانون الهجرة. وقد اعتبر الدفاع أن القرار المطعون فيه يعاني من قصور في التعليل، وعدم وجود تقييم فردي كافٍ للظروف الشخصية والعائلية للطالب، والتي تم إثباتها عبر وثائق إضافية لاحقة لتقديم الطلب.

في المقابل، كان المشتكي قد بدأ بالفعل مسار اندماج اجتماعي ومهني موثق، متضمنًا كشوفات الرواتب، عقد تدريب، وسكن مستقر. وقد شكّل هذا المسار أحد الركائز الجوهرية التي استند إليها القاضي في قراره.

في هذا السياق، تم تفعيل المسار المبسط للتقاضي المنصوص عليه في المواد 281 مكرّر وما يليها من قانون المرافعات، مرفقًا بطلب احترازي لتجميد مفعول قرار الرفض.


تعليل المحكمة

في القرار الصادر بتاريخ 11 أبريل 2025، اعتبرت هيئة المحكمة – المؤلفة من القضاة: د. أندريا ناتالي (رئيسًا)، القاضية سيلفيا كاروزيو، والقاضية سارا بيرلو – أنه:
"استنادًا إلى الوثائق المقدمة، ومن خلال تقييم أولي يتسم بالسمة الشكلية الخاصة بهذه المرحلة الإجرائية،" فإن الطلب الاحترازي مقبول.

وبناء عليه، قررت المحكمة:

  • تعليق النفاذ التنفيذي للقرار المطعون فيه،

  • وتمكين المشتكي من استعادة إيصال طلب الإقامة المؤقت من مركز الشرطة المختص.

كما حددت جلسة استماع للأطراف بتاريخ 22 أكتوبر 2025، وفقًا للمادة 281 مكرّر من قانون المرافعات.


ملاحظات نقدية وتأملات

يندرج هذا القرار ضمن اجتهاد قضائي راسخ يعترف بمركزية الحق في احترام الحياة الخاصة والعائلية في دعاوى الحماية الخاصة. كما يتضمن إشارة ضمنية إلى مبدأ دعم الاندماج الاجتماعي كمعيار تأويلي لحماية الحقوق الأساسية للأجانب المقيمين بشكل منتظم في إيطاليا.

ويُعد اتخاذ تدبير احترازي عاجل في انتظار البت في أصل الدعوى ضمانًا حقيقيًا للحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمدعي، ويحول دون آثار لا يمكن إصلاحها قد تنتج عن تنفيذ قرار الرفض (مثل: الطرد، فقدان العمل، أو انهيار الروابط الأسرية).


الخاتمة

يرسم هذا القرار الصادر عن محكمة تورينو مسارًا قضائيًا سليمًا في استخدام آليات التقاضي المدني المبسط لضمان حماية سريعة وفعالة في مجال الهجرة. وإن تعليق القرار الإداري حتى البت النهائي في الدعوى يشكّل حماية جوهرية لمبدأ التناسب، ويضمن حق الإقامة المؤقتة في حال توافر مؤشرات واضحة على الاندماج الاجتماعي.

ويتّسق هذا القرار مع العديد من قرارات المحاكم الإيطالية في مجال الحماية الخاصة، كما يؤكد شرعية التدخل الاحترازي حتى في مواجهة قرارات رفض ذات صيغة موحدة خالية من أي تقييم فردي فعلي.


المحامي فابيو لوشيربو

إليك الترجمة إلى اللغة العربية للمقال الأكاديمي حول قرار قاضي الصلح في رافينا بتاريخ 16 أبريل 2025 – رقم القضية R.G. 319/2025:

 إليك الترجمة إلى اللغة العربية للمقال الأكاديمي حول قرار قاضي الصلح في رافينا بتاريخ 16 أبريل 2025 – رقم القضية R.G. 319/2025:


تعليق تنفيذ قرار الطرد بعد تقديم طلب الحماية الدولية

محكمة الصلح في رافينا، الأمر القضائي الصادر في 16 أبريل 2025 – رقم القضية R.G. 319/2025

بقلم المحامي فابيو لوشيربو

1. مقدمة

بموجب أمر قضائي صادر بتاريخ 16 أبريل 2025، في القضية رقم R.G. 319/2025، قرر قاضي الصلح في مدينة رافينا تعليق تنفيذ أمر الطرد الصادر بحق مواطنة أجنبية، وذلك استجابة لطلب مستعجل قُدم بموجب المادة 13، الفقرة 8، من المرسوم التشريعي رقم 286 لسنة 1998.

تشكل هذه القضية فرصة مناسبة لتحليل الأثر القانوني لتقديم طلب الحماية الدولية، ولتسليط الضوء على أهمية هذا العنصر في دعاوى الطعن في قرارات الطرد.

2. الإطار القانوني والقضائي

وفقًا لاجتهاد قضائي مستقر لمحكمة النقض الإيطالية – أُعيد تأكيده مؤخرًا بالحكم رقم 9610 الصادر في 10 أبريل 2024 – فإن تقديم طلب الحماية الدولية لا يؤدي تلقائيًا إلى بطلان أو إلغاء قرار الطرد الصادر سابقًا أو بالتزامن مع الطلب، ولكنه يؤدي إلى تعليق تنفيذ القرار، إلى حين البت في مسار الحماية الدولية.

ويستند هذا المبدأ إلى المادة 35 مكرر من المرسوم التشريعي رقم 25 لسنة 2008، والمادة 19 من المرسوم التشريعي رقم 286 لسنة 1998، واللتين تضمنان عدم إمكانية طرد الأجنبي خلال فترة انتظار البت في طلب الحماية الدولية. ويُعد إصدار تصريح الإقامة المؤقت من قبل الشرطة مؤشراً مادياً على بدء هذا الإجراء واستحالة تنفيذ الطرد خلاله.

3. قرار قاضي الصلح في رافينا

استند القاضي في حكمه إلى عنصرين رئيسيين:

  • أن مقدمة الطعن قدمت طلب حماية دولية بتاريخ 20 يناير 2025، أي بعد فترة وجيزة من استلامها قرار الطرد؛

  • أن شرطة رافينا أصدرت لها في نفس التاريخ تصريح إقامة مؤقت، مما يؤكد انطلاق مسار الحماية الدولية.

وبناءً عليه، اعتبر القاضي أن شروط تعليق تنفيذ قرار الطرد متوفرة، وأمر بتعليق فوري لتأثيراته التنفيذية، حتى يتم البت في طلب الحماية الدولية.

4. الحماية المؤقتة في دعاوى الطعن بقرارات الطرد

يأتي هذا القرار في سياق اجتهاد قضائي متزايد يعترف للسلطة القضائية بصلاحية تجميد القرارات الإدارية التي قد تنتهك الحقوق الأساسية، مثل الحق في الحماية الدولية، والكرامة، وحق الدفاع.

وفي مثل هذه الحالات، يُعد تعليق تنفيذ قرار الطرد الوسيلة الوحيدة لضمان حماية فعالة تمنع ترحيل الأجنبي قبل تمكينه من الدفاع عن نفسه وتقييم وضعه الإنساني أو الأمني بشكل جدي.

5. ملاحظات ختامية

يُبرز هذا القرار أهمية احترام الإجراءات القانونية قبل تنفيذ الطرد، خاصةً عندما يكون الأجنبي قد فعّل مسار الحماية الدولية المشروع، وهو ما لم يتم اعتباره في القرار الإداري المطعون فيه.

ويمثل هذا الحكم تأكيداً على انسجام النظام القضائي الإيطالي مع المبادئ الدستورية، والتشريعات الأوروبية، واتفاقية حماية حقوق الإنسان (CEDU)، خاصةً مبدأ عدم الإعادة القسرية (non-refoulement).


المحامي فابيو لوشيربو
www.avvocatofabioloscerbo.it 
جميع الروابط والموارد الرسمية متاحة عبر الرابط الكامل التالي:


محكمة بولونيا تعترف بالحماية الخاصة: رقم القضية R.G. 9465/2024 - بتاريخ 14 أبريل 2025

 

محكمة بولونيا تعترف بالحماية الخاصة: رقم القضية R.G. 9465/2024 - بتاريخ 14 أبريل 2025

بقلم المحامي فابيو لوشيربو

بموجب الحكم رقم 935/2025 الصادر بتاريخ 14 أبريل 2025، قضت المحكمة المختصة في بولونيا – الدائرة المختصة بشؤون الهجرة – بقبول الطعن المقدم من مواطنة ألبانية، وألغت قرار الرفض الصادر عن شرطة مودينا، وأمرت بإصدار تصريح إقامة للحماية الخاصة استنادًا إلى المادة 19، الفقرتين 1 و1.1 من المرسوم التشريعي رقم 286/1998.

1. الإطار القانوني

جاء القرار في ضوء التشريعات السارية قبل دخول المرسوم رقم 20/2023 حيز التنفيذ، حيث ينص القانون على استمرار تطبيق القواعد السابقة بالنسبة للطلبات المقدمة قبل سريانه. وبالتالي، فإن تصريح الحماية الخاصة يكون لمدة سنتين، وقابل للتجديد والتحويل إلى تصريح عمل.

2. تقييم الحياة الخاصة والتجذر

أكدت المحكمة أن “التجذر” لا يُقاس فقط بمدة الإقامة أو بعقد العمل، بل يشمل شبكة العلاقات الاجتماعية، والاندماج الثقافي، والهوية الاجتماعية. في الحالة المعروضة، أقامت الطاعنة في إيطاليا منذ ثماني سنوات، تربطها علاقة مستقرة بشخص حاصل على حماية خاصة، وتمتلك عقد عمل دائم، وقدمت ما يثبت وضعها السكني والاجتماعي.

3. تجاوز معيار العمل فقط

أوضحت المحكمة أن الحماية الخاصة لا ينبغي أن تُقصر فقط على من يندمج مهنيًا، بل يجب أن تشمل مفهومًا أوسع يشمل الحياة الأسرية والاجتماعية. وهو توجه يعكس تطورًا في الفقه القضائي لحماية الحقوق الأساسية للأجانب.

4. الآثار القانونية

قضت المحكمة بأن يُمنح تصريح الإقامة وفق القواعد القديمة، مع الحق في العمل والتحويل. كما قررت تقاسم المصاريف القضائية بالكامل.

5. ملاحظات ختامية

يؤكد هذا الحكم مرة أخرى على أن الحماية الخاصة المرتبطة بالحياة الخاصة والعائلية أصبحت اليوم الملاذ الأخير القانوني للأجانب الذين بنوا حياة مستقرة وكريمة في إيطاليا. وتُعتبر محكمة بولونيا مرجعًا قضائيًا في هذا المجال.

صحة التبليغ وحق الدفاع في دعاوى اللجوء: محكمة روما توضح حدود العلم غير الرسمي بالقرار

 صحة التبليغ وحق الدفاع في دعاوى اللجوء: محكمة روما توضح حدود العلم غير الرسمي بالقرار

المحامي فابيو لوشيربو

بموجب القرار الصادر بتاريخ 9 أكتوبر 2024 (رقم الأساس: 22188/2021)، نظرت محكمة روما في طعن مقدَّم وفق المادة 35 مكرر من المرسوم التشريعي 25/2008 من قِبل طالب لجوء من ساحل العاج. وبعد أن رفضت المحكمة طلب الحماية الدولية، منحت لصاحب الطلب الحماية الخاصة. ويتضمن الحكم نقطة مهمة من الناحية الإجرائية تتعلق بـ احتساب مهل الطعن وصحة تبليغ القرار المطعون فيه.

زعمت وزارة الداخلية خلال المحاكمة أن الطاعن كان على علم برفض لجنة كالياري، لأنه استلم القرار بشكل غير رسمي، حتى وإن لم يتم تبليغه رسميًا حسب الأصول القانونية. وبناءً عليه، اعتبرت الإدارة أن مهلة الطعن قد بدأت من تلك اللحظة.

غير أن المحكمة رفضت هذا الطرح، موضحة أن القرار محل الطعن لم يُعرف بشكل رسمي من قِبل الطاعن إلا بعد أن قدم طلبًا للاطلاع على الملف، وأن مجرد الاطلاع غير الرسمي لا يكفي قانونًا ليُعتبر تبليغًا صحيحًا.

اليقين القانوني وبداية مهلة الطعن

يندرج هذا القرار ضمن مسار قضائي يكرس مبدأ اليقين القانوني وحق الدفاع. فاعتبار العلم غير الرسمي كافيًا، دون وجود مستندات أو إشعار استلام رسمي، يعني فتح باب للضبابية والغموض في تحديد بداية المهلة، مما يقوّض مبدأ اليقين القانوني ويعرقل الاقتصاد القضائي.

الحق في الطعن الفعّال وأهمية الشكل القانوني للتبليغ

يرتبط القرار ارتباطًا مباشرًا بمبدأ الحق في وسيلة طعن فعالة كما نص عليه المادتان 13 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان و47 من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي. وهذا الحق لا يُضمن إلا من خلال تبليغ رسمي وقانوني للقرار الإداري الذي يُراد الطعن فيه.

فالتبليغ ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو ضمانة أساسية لتمكين الفرد من ممارسة حقه في الدفاع على أساس علم كامل وواضح.

خلاصة

تُعيد محكمة روما التأكيد على مبدأ أساسي: مهلة تقديم الطعن لا تبدأ إلا من لحظة التبليغ الرسمي للقرار، وليس من أي شكل غير رسمي أو شفهي من الاطلاع. وفي قضايا الحماية الدولية، حيث تكون آثار القرار على حياة الفرد خطيرة، يجب أن يستند أي قيد على حق الطعن إلى أسس قانونية واضحة وقابلة للتحقق.

المحامي فابيو لوشيربو

تبليغ القرار الإداري وبداية أجل الطعن: محكمة كاتانيا تؤكد ضرورة إثبات التسليم الفعلي

 تبليغ القرار الإداري وبداية أجل الطعن: محكمة كاتانيا تؤكد ضرورة إثبات التسليم الفعلي

المحامي فابيو لوشيربو

بموجب القرار الصادر في 14 نوفمبر 2024 (الرقم العام 5763/2024)، تناولت محكمة كاتانيا مسألة ذات أهمية عملية كبيرة في قضايا الحماية الدولية: صحة تبليغ قرار الرفض واحتساب بداية الأجل للطعن بموجب المادة 35 مكرر من المرسوم التشريعي رقم 25 لسنة 2008.

في القضية محل النظر، قدمت الإدارة دليلًا على إرسال القرار السلبي الصادر عن اللجنة الإقليمية عبر شاشة من نظام VESTANET توضح تاريخ إرسال البريد المسجل إلى طالب اللجوء. إلا أنها لم تقدم ما يثبت التسليم الفعلي للقرار، وهو عنصر حاسم لتحديد بداية الأجل القانوني للطعن.

المبدأ العام: من يطعن يجب أن يثبت احترامه للأجل

أشارت المحكمة بحق إلى أن الاجتهاد القضائي المستقر يؤكد أن عبء إثبات احترام أجل الطعن يقع على عاتق الطاعن، وذلك عبر تقديم نسخة من القرار المبلَّغ (محكمة النقض، القرار 37672/2022؛ 21133/2020).

لكن، كما أوضحت محكمة النقض في القرار رقم 18925 بتاريخ 10 يوليو 2024، يجب تطبيق هذا المبدأ مع الأخذ بعين الاعتبار سلوك الإدارة: ففي حال لم تُقدم الإدارة نسخة من القرار مع بيان التبليغ، يحق للطاعن إثبات احترام الأجل بوثائق بديلة أو بإثبات أن طلبه للحصول عليها بقي دون جواب.

التبليغ عبر البريد: أهمية الختم البريدي وإشعار الاستلام

أكدت المحكمة أن، وفقًا للمادة 11، الفقرة 3 مكرر من المرسوم التشريعي رقم 142 لسنة 2015، فإن التبليغ الصحيح يجب إثباته عبر وثائق تتضمن إشعار الاستلام المرتجع. أما شاشة VESTANET التي تُظهر فقط إرسال الرسالة دون تأكيد الاستلام، فهي غير كافية لإثبات صحة التبليغ (محكمة النقض، القرار 36900/2022).

النتيجة: الطعن مقبول في حال غياب إثبات التبليغ

لذا، قررت المحكمة أن عدم إثبات التسليم الفعلي عبر البريد يجعل التبليغ غير صحيح. وبالتالي، فإن بداية الأجل لا تُحسب من تاريخ الإرسال بل من تاريخ التسليم اليدوي لطالب اللجوء في مركز الشرطة، وهو 20 مايو 2024. وبما أن الطعن قُدم في غضون 30 يومًا من هذا التاريخ، فإنه يُعد مقبولًا من حيث المدة.

استنتاجات

هذا القرار يؤكد مبدأ أساسيًا في منازعات الحماية الدولية: مجرد إرسال القرار لا يكفي لاعتباره مبلَّغًا، بل يجب إثبات التسليم الفعلي. فمن تاريخ التسليم يبدأ احتساب الأجل، وليس من بيانات النظام الإداري.

كما يُبرز القرار أهمية تحقيق التوازن بين عبء الإثبات على المواطن وواجب التعاون من جانب الإدارة، خاصة في قضايا تمسّ حقًا أساسيًا مثل الحق في الحماية القضائية ضد قرار رفض قد يؤدي إلى الترحيل من الأراضي الإيطالية.

المحامي فابيو لوشيربو

الحماية الخاصة والإدانة الجنائية السابقة: أهمية الاندماج وتوازنها مع المصلحة العامة وفقًا لمحكمة بولونيا

 الحماية الخاصة والإدانة الجنائية السابقة: أهمية الاندماج وتوازنها مع المصلحة العامة وفقًا لمحكمة بولونيا

المحامي فابيو لوشيربو

بموجب الحكم رقم 2291/2024، الصادر بتاريخ 8 مارس 2024 (رقم القضية 579/2024)، تناولت محكمة بولونيا بشكل معمق ومبتكر مسألة الحق في الحماية الخاصة للأجانب الذين سبق أن صدرت بحقهم إدانات بجرائم خطيرة، ووضعت نفسها ضمن الاتجاه القضائي الذي يعزز الوظيفة الدستورية والدولية لهذا النوع من الحماية.

كان مقدم الطلب قد قدم طلبًا استنادًا إلى المادة 19، الفقرة 1.1، من المرسوم التشريعي رقم 286/1998، مباشرة إلى قائد الشرطة، قبل دخول إصلاح عام 2023 حيز التنفيذ. وقد تم رفض الطلب بسبب وجود إدانة نهائية بارتكاب جريمة خطيرة، رغم أن العقوبة قد نُفذت بالكامل. وقد استند القرار إلى الرأي السلبي الصادر عن اللجنة الإقليمية في بولونيا.

المبدأ العام: موازنة الحق في الحياة الخاصة مع النظام العام

استندت المحكمة في تسبيبها إلى المبادئ التي أرستها محكمة النقض الإيطالية – الدوائر المتحدة – بالحكم رقم 24413/2021، والتي تؤكد أن التحقق من الحق في احترام الحياة الخاصة والعائلية بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (CEDU) يجب أن يتم دائمًا من خلال موازنة مع مقتضيات النظام والأمن العام، على أساس معيار التناسب وحداثة الخطر.

النقطة الأساسية في الحُكم هي أن وجود إدانة جنائية – حتى وإن كانت خطيرة – لا يمنع تلقائيًا منح الحماية الخاصة، لا سيما عندما يكون الشخص المعني قد أتم العقوبة وأظهر عبر الزمن مسارًا جديًا من الاندماج الاجتماعي وإعادة التأهيل.

العناصر التي أخذتها المحكمة في الاعتبار

في الحالة المعروضة، قامت المحكمة بتحليل دقيق للوضع الشخصي لمقدم الطلب، وأشارت إلى:

  • وجود إقامة طويلة في إيطاليا (13 عامًا)، مع مسار متقدم من الجذور الشخصية والمهنية؛

  • المشاركة في مسارات تعليمية وتدريبية حتى أثناء فترة السجن؛

  • العمل في الداخل والخارج أثناء فترة السجن، مما يدل على جدية والتزام دائم؛

  • تحسن ملحوظ في إتقان اللغة الإيطالية واندماج تدريجي في المجتمع؛

  • الإقامة مع عمته مع وجود استقلالية سكنية، مما يعكس توازنًا شخصيًا مستقرًا.

واعتبرت المحكمة أنه، حتى لو لم يكن من الممكن القول بانعدام خطر المتقدم بشكل نهائي، فإن هذا الخطر قد ضعف بشكل واضح ولم يعد يطغى على حقه في الحياة الخاصة.

قرار الترجيح: الحماية الخاصة لا الطرد

رأت المحكمة أن حق مقدم الطلب في البقاء في الأراضي الإيطالية، في ضوء علاقته المتجذرة في البلاد، ومسار إعادة التأهيل الذي اتبعه، واندماجه في الحياة العملية والاجتماعية، يتفوق على المصلحة العامة في الأمن، والتي بدت "أقل وزنًا" في هذه الحالة.

وبوجه خاص، أكدت المحكمة أن خطر المساس غير القابل للإصلاح بحياة مقدم الطلب الخاصة والعائلية – إذا تم ترحيله بعد سنوات طويلة من الهجرة – يستدعي تقييمًا يستند إلى مبدأ التناسب والاعتراف بكرامة الإنسان المهاجر.

الخلاصة

يمثل هذا الحكم الصادر عن محكمة بولونيا سابقة هامة في قانون الأجانب، حيث يبيّن أن حتى من ارتكبوا جرائم خطيرة يمكنهم، من خلال مسار حقيقي من الاندماج وإعادة التأهيل، الحصول على حق البقاء في إيطاليا بموجب الحماية الخاصة.

ويؤكد هذا القرار أن القانون يجب أن يجمع دائمًا بين حماية المجتمع والاعتراف بقيمة المسارات الإنسانية الفردية، بما يتماشى مع مبادئ الدستور الإيطالي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وفي هذا السياق، تظل الحماية الخاصة أداةً لـ العدالة الفعلية، تقيم المهاجر ليس فقط على أساس ماضيه، بل أيضًا على أساس حاضره والمستقبل الذي يبنيه يومًا بعد يوم.

المحامي فابيو لوشيربو

الحماية الخاصة بين الروابط العائلية والحق في الحياة الخاصة: محكمة بولونيا تعترف بحق أم ألبانية في دعم ابنتها الجامعية في إيطاليا

 الحماية الخاصة بين الروابط العائلية والحق في الحياة الخاصة: محكمة بولونيا تعترف بحق أم ألبانية في دعم ابنتها الجامعية في إيطاليا

المحامي فابيو لوشيربو
محامي مختص في شؤون الهجرة – www.avvocatofabioloscerbo.it

بموجب الحكم الصادر في 9 يناير 2025 (رقم القضية 6843/2024)، اعترفت محكمة بولونيا بحق الحماية الخاصة لمواطنة ألبانية تقيم في إيطاليا منذ عام 2021، والتي قدمت إلى البلاد لدعم ابنتها، وهي مواطنة يونانية، تدرس في جامعة إيطالية. وقد ألغى الحكم قرار الرفض الصادر عن محافظة الشرطة في فورلي، المبني على الرأي السلبي للجنة الإقليمية المختصة بالاعتراف بالحماية الدولية.

1. السياق العائلي: أم تساند ابنتها

تظهر وقائع القضية، كما أعادت المحكمة بنائها، ديناميكية أسرية ذات تأثير إنساني وقانوني بالغ: كانت المرأة تقيم في اليونان مع زوجها منذ 24 عامًا، وانفصلت عنه عندما بلغت ابنتهما سن الرشد وقررت الانتقال إلى إيطاليا لمتابعة دراستها، رغم معارضة والدها. التحقت بها الأم لاحقًا إلى إيطاليا، لتقديم الدعم العاطفي والمادي، حتى لو كلفها ذلك إنهاء زواج دام عقودًا.

2. الأساس القانوني: المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والحماية الخاصة

بعد استبعاد توفر شروط الحماية الدولية أو الحماية التكميلية المنصوص عليها في المادة 19، الفقرتين 1 و1.1، من المرسوم التشريعي رقم 286/1998 في صيغتهما الأولى، رأت المحكمة توافر شروط الحماية الخاصة طبقًا للنظام القانوني السابق للتعديل الذي أدخله المرسوم بقانون رقم 20/2023، كون الطلب قد قُدّم قبل سريان ذلك التعديل.

استندت المحكمة في حكمها إلى تفسير المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (CEDU)، واستشهدت بمبادئ فقهية صادرة عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وأكّدتها محكمة النقض الإيطالية - الدوائر الموحدة في الحكم رقم 24413/2021 والحكم اللاحق رقم 7861/2022.

3. الحياة الخاصة والعائلية: مفهومان مستقلان ومترابطان

أكدت المحكمة التمييز بين الحق في الحياة الخاصة والحق في الحياة العائلية، وكلاهما محمي بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية. أما بخصوص الحياة الخاصة، فقد أشارت إلى فقه المحكمة الأوروبية الذي يوسع من مفهومها ليشمل الهوية الشخصية، والعلاقات الاجتماعية، والاندماج المهني، والاستقرار داخل مجتمع معين.

أما بخصوص الحياة العائلية، فقد تم الاستشهاد بالحكم الشهير في قضية ماركس ضد بلجيكا (Marckx c. Belgique)، وأحكام أخرى حديثة (Narjis c. Italia، Paradiso e Campanelli c. Italia، Oliari c. Italia)، التي تقر بأن الروابط العائلية يمكن أن تشمل العلاقات بين الآباء والأبناء البالغين، متى ما توفرت عناصر تبعية حقيقية تتجاوز العواطف العادية.

4. عنصر التبعية: علاقة تتجاوز المشاعر لتصبح ذات أهمية قانونية

رغم أن العلاقات بين الآباء والأبناء البالغين لا تُعتبر عادة كافية بحد ذاتها لتفعيل الحماية بموجب المادة 8 من الاتفاقية، رأت المحكمة في هذه الحالة استثناءً مهمًا: الأم أصبحت المرجع العائلي الوحيد لابنتها، التي اتخذت قرارًا مستقلًا بالعيش في إيطاليا وقطعت علاقتها مع والدها. من جانبها، غيّرت الأم حياتها جذريًا لتساند خيار ابنتها. وهكذا، فإن العلاقة بينهما تتجاوز المجال الخاص لتكتسب طابعًا عامًا وقانونيًا.

5. الاندماج الاجتماعي كعنصر إضافي في منح الحماية

أولت المحكمة أهمية أيضًا لقدرة مقدمة الطلب على الاندماج في المجتمع الإيطالي: حيث وجدت فرص عمل، وتعيش باستقلالية، وتعلمت اللغة الإيطالية. كما اعتبرت أن عدم العيش مع الابنة لا ينفي الحق في الحماية، لأن المعايير الأوروبية لا تشترط ذلك لإثبات الحياة الخاصة أو العائلية.

6. الخلاصة: الحماية الخاصة كضمان للهوية الفردية والعلاقات الإنسانية

يمثل هذا الحكم خطوة مهمة في مسار فقهي متنامٍ يعترف بأهمية الروابط الشخصية والاجتماعية للمهاجرين، ولا يقتصر على الحماية من الأخطار فقط، بل يشمل الكرامة الإنسانية والمشاريع الحياتية والعلاقات الجوهرية.

من هذا المنطلق، تؤكد الحماية الخاصة مكانتها ليس كأداة استثنائية بل كـ حق دستوري واتفاقي، يحمي خيارات الفرد واندماجه وعلاقاته الجوهرية، خاصة عندما تكون مدعومة بتضحيات حقيقية ومسار اندماجي فعّال.


المحامي فابيو لوشيربو
www.avvocatofabioloscerbo.ithttps://www.avvocatofabioloscerbo.it
قناة تيليغرام: https://t.me/dirittoimmigrazione
بودكاست على Spreaker: https://www.spreaker.com/podcast/diritto-dell-immigrazione--5979690
بودكاست على Amazon Music: https://music.amazon.it/podcasts/b8f5598d-5bf8-4c26-8c01-4df41f265cb4
مدونة: https://osservatoriogiuridicoimmigrazione.blogspot.com/
فليببورد: [https://flipboard.com/@fabioloscerbo/diritto-dell-immigrazione-j1d9qv3iy](https://flipboard.com/@fabioloscerbo/dir

طالبو الحماية الدولية المحتجزون: بين تعليق المهل، الإجراءات المعجلة، ومفهوم الحالة المزدوجة



طالبو الحماية الدولية المحتجزون: بين تعليق المهل، الإجراءات المعجلة، ومفهوم الحالة المزدوجة

بقلم المحامي فابيو لوسيربو

في الحكمين رقم 32763 و32767 بتاريخ 16 ديسمبر 2024، تناولت الدائرة المدنية الأولى بمحكمة التمييز الإيطالية مسألة قانونية مركزية في قانون اللجوء، وهي إدارة الاحتجاز الإداري عندما يقدم الأجنبي المحتجز طلب حماية دولية.

تندرج هذه الأحكام في سياق الحكم الصادر عن المحكمة الدستورية رقم 212/2023، لكنها تذهب أبعد من ذلك، حيث ترسم رؤية منهجية للعلاقة بين الحالة الشكلية والموضوعية لطالب اللجوء، ولمدد الإجراءات المعجلة، وللمشروعية الدستورية لتدابير الاحتجاز.


1. مشروعية تعليق المهل المتعلقة بالاحتجاز

في الحكم رقم 32763/2024، تفسر المحكمة المادة 6، الفقرة 5، من المرسوم التشريعي رقم 142 لسنة 2015، التي تنص على تعليق مهل الاحتجاز في حال قدم الأجنبي طلب حماية دولية أثناء احتجازه بناءً على قرار سبق أن تم التصديق عليه من قبل قاضي الصلح.

وترى المحكمة أن هذا التعليق لا يُلغي مفعول قرار الاحتجاز، بل تبقى آثاره القانونية سارية بفضل المصادقة القضائية السابقة. وتدعم المحكمة هذا الرأي بالإشارة إلى المادة 304 من قانون الإجراءات الجنائية، والتي تجيز تعليق مدد الحبس الاحتياطي دون أن يؤدي ذلك إلى فقدان مشروعية الإجراء.

وبالتالي، فإن الأساس القانوني لاستمرار الاحتجاز يظل قائماً حتى يتم تسجيل الطلب رسميًا، بشرط أن يصدر قرار جديد بالاحتجاز خلال 48 ساعة من التسجيل ويصادق عليه القاضي خلال 48 ساعة أخرى.


2. التمييز بين طالب اللجوء الأولي والثانوي

تُجري المحكمة تمييزًا هامًا بين طالب اللجوء الأولي، وهو من يقدم الطلب وهو حر، وطالب اللجوء الثانوي، الذي يقدم طلبه أثناء الاحتجاز.

وينعكس هذا التمييز ليس فقط على المستوى الإجرائي، بل أيضًا على مستوى الضمانات والالتزامات المترتبة على الدولة. بالنسبة لطالب اللجوء المحتجز، فإن المادة 8، الفقرة 3، حرف د) من التوجيه الأوروبي 2013/33/UE، تسمح بالاحتجاز إذا توفرت أسباب جدية للاعتقاد بأن الطلب قُدم بهدف تعطيل أو منع تنفيذ الترحيل.

وتوضح المحكمة أن هناك حالة شكلية وأخرى موضوعية لطالب اللجوء: فبمجرد إعلان النية، يحصل الشخص على حماية مبدئية، لكن لا يمكن تفعيل بعض الإجراءات القانونية إلا بعد التسجيل الرسمي للطلب. وتدعو المحكمة إلى توحيد هاتين الحالتين في أقصر وقت ممكن، وفقًا لما تنص عليه المادة 26، الفقرة 2 مكرر، من المرسوم التشريعي رقم 25 لسنة 2008.


3. الإجراءات المعجلة: مهل تنظيمية والحماية الفعالة

في الحكم رقم 32767/2024، تؤكد المحكمة أن المهل المنصوص عليها في المادة 28 مكرر من المرسوم التشريعي رقم 25/2008، والمتعلقة بالإجراءات المعجلة، ليست إلزامية. وبالتالي، فإن تجاوزها لا يؤدي إلى إلغاء قرار الاحتجاز، بل إلى العودة إلى الإجراء العادي، الذي يضمن الحق في الطعن ضمن المدة القانونية مع الأثر الوقفي التلقائي.

ومع ذلك، فإن تجاوز هذه المهل لا يُعتبر غير ذي صلة: إذ يمكن الطعن فيه قضائيًا إذا ثبت أن الإدارة تصرفت بتقصير أو تأخير غير مبرر، ما قد يؤثر على جودة التقييم الإجرائي.

وتؤكد المحكمة أن عدم إخطار المحتجز بتجاوز المهل لا يبطل الاحتجاز، نظرًا لأن المادة 27، الفقرة 3، من المرسوم 25/2008 لا تجعل من الإخطار شرطًا لصحة الإجراء.


4. خلاصة

تسلط هذه الأحكام الضوء على توازن دقيق بين حق الفرد في الحماية الدولية، وحق الدولة في الحفاظ على فعالية نظام اللجوء وعدم استغلاله. كما تؤكد ضرورة السرعة والدقة الإدارية، مع ضمان المراقبة القضائية المستمرة.

وفي الوقت نفسه، توجه المحكمة رسالة واضحة للإدارة بعدم التأخر في تسجيل الطلبات، حتى لا يظل طالب الحماية في منطقة رمادية قانونية، ما قد يهدد حريته ويضعف ضماناته الإجرائية.


المحامي فابيو لوسيربو
محامٍ في بولونيا – مختص في قانون الهجرة

رقم القضية: 8654/2024 – حكم صادر عن محكمة بولونيا بتاريخ 30 مارس 2025: الاعتراف بحق الحصول على تصريح الإقامة لأسباب عائلية رغم غياب شهادة السكن اللائق عند تقديم الطلب


رقم القضية: 8654/2024 – حكم صادر عن محكمة بولونيا بتاريخ 30 مارس 2025: الاعتراف بحق الحصول على تصريح الإقامة لأسباب عائلية رغم غياب شهادة السكن اللائق عند تقديم الطلب

المحامي فابيو لوسيربو

أصدرت محكمة بولونيا – القسم المختص بشؤون الهجرة – في 30 مارس 2025، حكمًا قضائيًا تحت رقم القضية 8654/2024، قضت فيه بقبول الطعن المُقدَّم ضد قرار صادر عن مديرية شرطة رافينا، والذي كان قد رفض طلب الحصول على تصريح إقامة لأسباب عائلية، مستندًا إلى غياب شهادة السكن اللائق ضمن الوثائق المرفقة بالطلب.

الوقائع

المُدّعي، وهو مواطن ألباني متزوج من مواطنة أجنبية تحمل تصريح إقامة ساري المفعول، تقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة لأسباب عائلية (الالتحاق بالزوجة). وقد تم رفض الطلب من قبل الإدارة بسبب عدم إرفاق شهادة السكن اللائق، المطلوبة بموجب المادة 29، الفقرة 3، من المرسوم التشريعي رقم 286 لسنة 1998.

أثناء سير الإجراءات القضائية، قام المُدّعي بتقديم الشهادة المطلوبة، التي تثبت مطابقة المسكن الجديد للمعايير الصحية والسكنية، وهو المسكن الذي تقيم فيه الأسرة حاليًا. وقد تبين أن السكن مؤهل لستة أشخاص، ويقطنه فعليًا الزوجان وطفلتاهما.

المبدأ القانوني

استندت المحكمة إلى مبدأ قانوني راسخ أقرته محكمة النقض الإيطالية، ومفاده أن القاضي المدني لا يمكنه أن يوسّع نطاق النزاع إلى ما يتجاوز الأسباب المذكورة في القرار الإداري المطعون فيه، ولا يحق له أن يُثير من تلقاء نفسه أسبابًا جديدة للرفض (نقض مدني، القسم الأول، الحكم رقم 2539 بتاريخ 8 فبراير 2005؛ الحكم رقم 10925 بتاريخ 18 أبريل 2019).

وبناء على ذلك، اكتفت المحكمة بالتحقق من توفر الوثيقة التي شكل غيابها الأساس الوحيد لقرار الرفض، وتبين لها أن الوثيقة قد تم تقديمها لاحقًا خلال نظر الدعوى.

القرار

اعترفت المحكمة بحق المدّعي في الحصول على تصريح إقامة لأسباب عائلية، وقررت قبول الطعن، مع تعويض النفقات القضائية بين الطرفين نظرًا لطبيعة النزاع وتطوراته خلال سير الدعوى.

خلاصة

يؤكد هذا الحكم على أهمية استكمال الوثائق المطلوبة حتى خلال المرحلة القضائية، وعلى حماية وحدة الأسرة في حال توافر الشروط الموضوعية، حتى وإن تم تقديم المستندات اللازمة في وقت لاحق بعد تقديم الطلب الإداري الأصلي.


المحامي فابيو لوسيربو

www.avvocatofabioloscerbo.it
www.reimmigrazione.com

القنوات الرسمية والتواصل:

الوسوم الاجتماعية
#الهجرة #تصريح_إقامة #القانون_الإيطالي #الوحدة_العائلية
#dirittoimmigrazione #permessodisoggiorno #reimmigrazione



رقم التسجيل العام: 8654/2024 – محكمة بولونيا – الحكم الصادر في 30 مارس 2025 تصريح الإقامة لأسباب عائلية: أولوية لتقديم شهادة الصلاحية السكنية حتى وإن جاءت متأخرة

 


رقم التسجيل العام: 8654/2024 – محكمة بولونيا – الحكم الصادر في 30 مارس 2025

تصريح الإقامة لأسباب عائلية: أولوية لتقديم شهادة الصلاحية السكنية حتى وإن جاءت متأخرة

في القضية المسجلة تحت رقم R.G. 8654/2024، أصدرت محكمة بولونيا حكمًا بقبول الطعن المقدَّم من قبل مواطن ألباني ضد القرار الصادر عن مديرية شرطة رافينا، والذي تمّ بموجبه رفض طلبه بالحصول على تصريح إقامة لأسباب عائلية.

استند القرار المطعون فيه حصريًا إلى غياب شهادة الصلاحية السكنية المنصوص عليها في المادة 29، الفقرة 3، من المرسوم التشريعي رقم 286/1998 وقت تقديم الطلب. ومع ذلك، تم تقديم هذه الوثيقة أثناء سير الدعوى القضائية، وأثبتت مطابقة السكن المذكور – وهو مقر إقامة زوجة الطاعن – لاستيعاب ستة أشخاص، وهو عدد يشمل الأسرة المعنية.

أوضحت المحكمة، استنادًا إلى اجتهادات قضائية راسخة لمحكمة النقض (القضايا رقم 2539/2005 و10925/2019)، أن سلطة القاضي العادي في موضوع تصاريح الإقامة لأسباب عائلية تقتصر على النقاط التي تمّ الاعتراض عليها تحديدًا في القرار المطعون فيه، ولا تمتدّ إلى فحص شروط أخرى لم تُذكر.

وفي السياق ذاته، اعتبرت المحكمة أن توقيت تقديم شهادة الصلاحية السكنية غير مؤثر، طالما أن السكن كان مستوفيًا للشروط عند صدور الحكم، وأن الطاعن كان قد بدأ فعليًا بالإقامة فيه.

وعليه، قضت المحكمة بقبول الطعن، وأقرت بحق الطاعن في الحصول على تصريح الإقامة لأسباب عائلية، مع تعويض كل طرف مصاريفه القانونية نظرًا للطابع المستندي للقضية.

يأتي هذا الحكم ضمن سلسلة من الاجتهادات القضائية التي تهدف إلى حماية الحق في لمّ شمل الأسرة وتعزيز التعاون الإجرائي العادل بين المواطن والإدارة العامة، وذلك بما يتماشى مع المادة 7 من التوجيه الأوروبي 2003/86/EC الخاص بلمّ شمل الأسر. كما يُعيد التأكيد على أن تقديم الوثائق الحاسمة في مرحلة لاحقة لا يبرر الرفض التلقائي من قبل الإدارة، بل يجب أخذها بعين الاعتبار جوهريًا.


المحامي فابيو لوسيربو

إلغاء قرار الترحيل في حال الاعتراف بالحماية الخاصة لاحقًا – تعليق على حكم قاضي الصلح في فيرونا رقم RG 7627/2023 الصادر بتاريخ 10 مارس 2025

 

إلغاء قرار الترحيل في حال الاعتراف بالحماية الخاصة لاحقًا – تعليق على حكم قاضي الصلح في فيرونا رقم RG 7627/2023 الصادر بتاريخ 10 مارس 2025


الملخص:
في الحكم رقم RG 7627/2023، قبل قاضي الصلح في فيرونا طعنًا ضد قرار الترحيل، مستندًا إلى الاعتراف اللاحق بالحماية الخاصة من قبل محكمة البندقية. هذا القرار يندرج ضمن سلسلة من الأحكام القضائية التي تؤكد على الأثر المانع التلقائي لقرار الترحيل في حال حصول الأجنبي على حماية بموجب المادة 19، الفقرة 1.1، من المرسوم التشريعي 286/1998، حتى لو تم الاعتراف بهذه الحماية بعد إشعار قرار الترحيل.


1. وقائع القضية
قام المدعي بالطعن في قرار الترحيل الصادر عن محافظة فيرونا وفقًا للمادة 13، الفقرة 2، الحرف b من قانون الهجرة الإيطالي، بناءً على عدم حيازة تصريح إقامة ساري. وقد تم تبليغه بالقرار بتاريخ 14 ديسمبر 2023.

وأثناء سير المحاكمة، قدم المدعي مستندًا يُثبت حصوله على الحماية الخاصة من قبل محكمة البندقية – القسم المتخصص في شؤون الهجرة، بقرار صادر بتاريخ 26 سبتمبر 2024، في القضية رقم 1417/2023.

وبناءً على هذا التطور، قرر القاضي في جلسة 10 مارس 2025 إلغاء قرار الترحيل وتعويض المصاريف القضائية بين الطرفين.


2. حيثيات الحكم
لاحظ القاضي أن قرار محكمة البندقية يمنح المدعي حقًا فعليًا في الإقامة في إيطاليا بموجب تصريح إقامة صادر وفق المادة 19 من قانون الهجرة.

ورغم أن القرار القضائي جاء لاحقًا لصدور القرار الإداري، إلا أن المحكمة رأت أن من واجبها الأخذ بعين الاعتبار المستجدات القانونية الجوهرية، احترامًا لمبدأ حماية الحقوق الأساسية وحظر الترحيل في حال توفر أسباب قانونية للبقاء.


3. اعتبارات قانونية وعملية
يعزز هذا الحكم التوجه القضائي الذي يُلزم السلطات الإدارية والقضائية بـالتحقق من ملاءمة قرار الترحيل مع الحقوق المستجدة للمهاجر. ويؤكد أن الاعتراف بالحماية الخاصة، حتى وإن جاء لاحقًا، يُعتبر مانعًا قانونيًا لتنفيذ الترحيل.

من الناحية العملية، يبرز الحكم أهمية تقديم مستندات جديدة حتى أثناء سير الإجراءات، إذ يمكن أن تُحدث فرقًا حاسمًا في نتيجة القضية.

ويُعتبر قرار القاضي بتعويض التكاليف بين الطرفين متسقًا، نظرًا لتغير الإطار القانوني بعد صدور قرار الترحيل، ولعدم سوء نية الإدارة عند إصدار القرار.


4. الخاتمة
يساهم الحكم رقم RG 7627/2023 في تأكيد مبدأ جوهري: لا يمكن تنفيذ أو الإبقاء على قرار الترحيل إذا تم الاعتراف لاحقًا بحق قانوني في الإقامة. ويُعد هذا تجسيدًا للتوازن بين مقتضيات النظام العام وحقوق الأفراد، ويُعزز حماية الأجانب وفقًا للدستور الإيطالي والمعاهدات الدولية.


المحامي فابيو لوسيربو

إلزام الشرطة بوضع الرقم الضريبي على إيصال طلب إصدار أول تصريح إقامة لأسباب عائلية: قرار محكمة بولونيا بتاريخ 26 مارس 2025 (الرقم العام: 2025/3017 -1)



إلزام الشرطة بوضع الرقم الضريبي على إيصال طلب إصدار أول تصريح إقامة لأسباب عائلية: قرار محكمة بولونيا بتاريخ 26 مارس 2025 (الرقم العام: 2025/3017 -1)

بموجب القرار الصادر في 26 مارس 2025، في القضية المسجلة تحت الرقم العام 2025/3017 -1، قبلت المحكمة العادية في بولونيا، الدائرة المختصة بقضايا الهجرة، الطعن الاستعجالي المقدم من أحد الأجانب الذي سبق أن حصل على قرار بتعليق تنفيذ رفض طلبه للحصول على تصريح إقامة للحماية الخاصة.

القضية المطروحة، والتي تُعد سابقة قضائية فريدة من نوعها، تتعلق بإصدار الشرطة لإيصال ("cedolino") يؤكد تقديم طلب إصدار أول تصريح إقامة لأسباب عائلية، لكنه جاء خاليًا من الرقم الضريبي، رغم صدور أمر قضائي سابق من نفس المحكمة يوجب تسليم هذا الإيصال.

وقد اشتكى الطاعن من عدم قدرته على العمل بسبب غياب الرقم الضريبي، والذي يُعد ضروريًا للوصول إلى سوق العمل وممارسة الحقوق الأساسية في إيطاليا.

ولم تحضر الإدارات المعنية جلسة المحاكمة، لكنها أرسلت مذكرة تقنية توضح أن غياب الرقم الضريبي يعود لأسباب تشغيلية.

رأت المحكمة أن الطعن جدير بالقبول، وأكدت أن الإجراء الوقائي الصادر سابقًا والذي علق رفض التصريح، يسمح بتفعيل الآثار القانونية للتصريح المطلوب حتى قبل صدوره فعليًا، ومنها الحق في العمل وفقًا للمادة 30، الفقرة 2 من قانون الهجرة.

ونظرًا لأن تصريح الإقامة المطلوب يسمح بالعمل، فقد قضت المحكمة بأن إيصال طلب إصدار تصريح الإقامة لأسباب عائلية، رغم كونه وثيقة مؤقتة، إلا أنه يشكل أساسًا قانونيًا كافيًا لمنح الرقم الضريبي. وبناءً عليه، يجب أن يتضمن هذا الإيصال الرقم الضريبي، وإلا تم إفراغه من مضمونه العملي والقانوني.

ويُعد هذا القرار الأول من نوعه الذي يفرض على الشرطة وضع الرقم الضريبي على إيصال طلب أول تصريح إقامة لأسباب عائلية، مما يسد فراغًا قانونيًا وعمليًا طالما أدى إلى ممارسات غير موحدة.

وقد أمرت المحكمة شرطة بولونيا بالتنفيذ الفوري لوضع الرقم الضريبي على الإيصال الذي سبق أن تم تسليمه تنفيذًا لقرار سابق صدر في 10 يناير 2025 ضمن القضية رقم 17811/2024.

ويُعد هذا القرار القضائي خطوة إضافية في سبيل ضمان الحماية الفعلية للحقوق القانونية للمهاجرين حتى في مرحلة الإقامة المؤقتة، ويؤكد على أن الإدارة العامة مُلزمة بتنفيذ القرارات القضائية بما يحقق الأثر الكامل للحقوق المُعترف بها.


المحامي فابيو لوسيربو

الحماية الخاصة بين القانون الداخلي والمصادر فوق الوطنية ملاحظة على حكم محكمة بريشيا بتاريخ 18 فبراير 2025 – رقم التسجيل العام 4531/2024



الحماية الخاصة بين القانون الداخلي والمصادر فوق الوطنية

ملاحظة على حكم محكمة بريشيا بتاريخ 18 فبراير 2025 – رقم التسجيل العام 4531/2024

بقلم: المحامي فابيو لوسيربو

في سياق الاجتهاد القضائي المتطور باستمرار في مجال الحماية الخاصة، يمثل حكم محكمة بريشيا الصادر في 18 فبراير 2025 (رقم التسجيل العام 4531/2024) مثالاً بارزاً على التطبيق المتماسك للمبادئ الدستورية وفوق الوطنية لحماية الأجنبي.

قام الطاعن بتقديم طعن ضد قرار رفض طلبه للحصول على تصريح إقامة لأسباب الحماية الخاصة، والذي استند إلى الادعاء بعدم وجود اندماج في إيطاليا وعدم توفر حالة من الهشاشة. وقد ألغت المحكمة هذا القرار، معترفة بحق الطاعن في الحصول على الحماية الخاصة سواء من ناحية خطر التعرض للمعاملة اللاإنسانية أو المهينة في حال الترحيل، أو من ناحية حماية الحياة الخاصة والعائلية، بالإشارة الصريحة إلى المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والمادة 19، الفقرة 1.1 من قانون الهجرة الإيطالي.

ومن اللافت للنظر التحليل المعمق الذي قامت به المحكمة فيما يتعلق بالوضع في تركيا، بلد أصل الطاعن، حيث قدمت صورة محدثة لانتهاكات خطيرة ومنهجية لحقوق الإنسان. استندت المحكمة إلى مصادر دولية موثوقة، مثل تقارير منظمة "فريدم هاوس" و"الوكالة الأوروبية للجوء"، مؤكدة أن التراجع الديمقراطي، قمع المعارضة السياسية، الرقابة الإعلامية، وأزمة الحقوق المدنية، تشكل جميعها عناصر موضوعية تشكل خطراً فعلياً على العائد إلى تركيا.

أما على الصعيد الشخصي، فقد امتد التقييم إلى مدى اندماج الطاعن، الذي كان يعمل بعقد عمل دائم، مما دلّ على إدماجه الفعلي في المجتمع الإيطالي. ورأت المحكمة أن هذه العناصر كافية لتطبيق الحماية المنصوص عليها في المادة 19، الفقرة 1.1، لا سيما فيما يخص احترام الحياة الخاصة.

ومن الجدير بالذكر أيضاً الموقف الذي اتخذته المحكمة بشأن القانون الزمني. حيث إن الطلب تم تقديمه قبل دخول المرسوم رقم 20 لعام 2023 (المعروف باسم "مرسوم كوترو") حيز التنفيذ، فقد قامت المحكمة بتطبيق النص القانوني السابق المعدل بموجب المرسوم رقم 130 لعام 2020، مؤكدة المبدأ القائل بعدم جواز تطبيق النصوص الجديدة بأثر رجعي بما يضر بالطالب.

ويمثل هذا الحكم، بالتالي، ليس فقط تطبيقاً صحيحاً للإطار القانوني، وإنما أيضاً نهجاً منهجياً ومتعدد المستويات، متوافقاً مع المبادئ الدستورية، واجتهادات محكمة النقض، والقانون الأوروبي.

ويؤكد على أن الحماية الخاصة، في صورتها بعد "الحماية الإنسانية"، لا تزال أداة أساسية لحماية حقوق الإنسان، حتى في الحالات التي يترافق فيها عنصر العمل مع هشاشة أوسع وخطر على الحريات الأساسية في حال العودة إلى الوطن.


📌 المحامي فابيو لوسيربو

أمران تمهيديان من محكمة بولونيا بشأن الحماية التكميلية: طلب إيضاحات من محافظة شرطة بولونيا

أمران تمهيديان من محكمة بولونيا بشأن الحماية التكميلية: طلب إيضاحات من محافظة شرطة بولونيا

بتاريخ 5 مارس 2025، أصدرت المحكمة العادية في بولونيا – القسم المختص بقضايا الهجرة – أمرين تمهيديين في الدعويين المسجلتين تحت رقمي 1659/2025 ر.ع. و1836/2025 ر.ع.، وكلاهما يتعلق بالصعوبات التي واجهها مقدمو الطلبات في الوصول إلى إجراءات طلب الحماية التكميلية لدى محافظة شرطة بولونيا.

في القضية الأولى (رقم 1659/2025)، ذكر مقدم الطلب أنه ذهب مرتين إلى المحافظة في الصباح الباكر، دون أن يتمكن من تقديم طلبه للحماية. المحكمة أوضحت أنه لا يمكنها التدخل لمجرد تنظيم الإدارة، لكنها شددت على أنه إذا كانت الممارسات الإدارية تعيق أو تؤخر بشكل غير مبرر ممارسة حق شخصي (مثل الحق في تقديم طلب حماية)، فإن القضاء العادي يجب أن يتدخل. ومع ذلك، اعتبرت المحكمة أن الوقائع المعروضة غير كافية لإثبات وجود استحالة حقيقية في الوصول إلى الإجراء، وبالتالي أمرت بجمع معلومات من محافظة شرطة بولونيا بموجب المادة 213 من قانون الإجراءات المدنية، لتوضيح مواعيد الاستقبال وعدد الطلبات المستلمة فعلياً.

أما في القضية الثانية (رقم 1836/2025)، فقد مُنع مقدم الطلب من الوصول إلى الإجراء بحجة عدم توفر وثائق تثبت الإقامة في بولونيا. المحكمة أوضحت، بناءً على اجتهاد قضائي وطني وكذلك اجتهاد صادر عن محكمة بولونيا نفسها، أن عدم إثبات الإقامة لا يمكن أن يشكل سببًا لرفض قبول طلب الحماية، لأنه عيب يمكن تصحيحه أثناء النظر في الأساس الموضوعي للطلب. ولهذا السبب، أمرت المحكمة أيضًا بجمع معلومات من محافظة شرطة بولونيا لتحديد ما إذا كانت هذه الممارسة – أي اشتراط وثائق الإقامة مسبقًا – تطبق بالفعل كشرط لمنع تقديم الطلب.

رغم أن القرارين تمهيديان، فإنهما يؤكدان على توجه قضائي راسخ: الحق في الوصول إلى إجراءات الحماية لا يمكن تقييده بممارسات إدارية صارمة أو مخالفة للقانون، ويجب إخضاع أي عقبة إجرائية أو تفسير مقيّد للمراجعة القضائية.

ومن اللافت أن المحكمة في كلا الملفين لجأت إلى المادة 213 من قانون الإجراءات المدنية لطلب توضيحات رسمية من محافظة شرطة بولونيا، مما يعكس الأهمية التي توليها المحكمة لمبدأ الشفافية في الإجراءات الإدارية ولضمان فعالية الحقوق الأساسية.


المحامي فابيو لوسيربو


مكتب الهجرة في محافظة مودينا: نقطة مرجعية فعالة للحماية والإقامة



مكتب الهجرة في محافظة مودينا: نقطة مرجعية فعالة للحماية والإقامة

في مدينة مودينا، يُعتبر مكتب الهجرة التابع لمحافظة الشرطة ليس مجرد هيئة إدارية، بل يُعد أيضًا مركزًا فعليًا للاستقبال المؤسسي. ويتميّز قسم اللجوء بشكل خاص بنهج عملي ومهني يحترم القوانين، وهو ما يستحق التقدير والإشادة. كل من يعمل في مجال المساعدة القانونية والاجتماعية للأجانب يدرك جيدًا مدى كفاءة وتعاون موظفي هذا القسم، وهو ما يتضح من أول تواصل يتم معهم.

ومن الجدير بالذكر أن قسم اللجوء في محافظة مودينا يعترف صراحة بإمكانية تقديم طلب للحصول فقط على تصريح الإقامة لأسباب الحماية التكميلية، حتى خارج الإطار التقليدي لطلب اللجوء أو الحماية الفرعية. ويتجلى هذا الاعتراف من خلال اعتماد إجراء محدد يتم فيه تحديد موعد رسمي لتقديم طلب الحماية التكميلية ضمن مسار الحماية الدولية. وهذه خطوة هامة تعكس احترام الاجتهادات القضائية المتقدمة والحقوق المضمونة بموجب المادة 19 من قانون الهجرة.

وتنقسم الإجراءات إلى مرحلتين: المرحلة الأولى مخصصة لـالتعرف وأخذ البصمات، بينما تُخصّص المرحلة الثانية لـإصدار إيصال الإقامة المؤقتة، مما يسمح لمقدم الطلب بالحصول على الخدمات الأساسية والعمل والاندماج في انتظار القرار النهائي.

وفيما يتعلق بـتجديد تصاريح الإقامة لطلب الحماية، فقد فوّضت المحافظة هذه المهام إلى المكتب المختص في بلدية مودينا. ومع ذلك، عند وجود احتياجات تتعلق بالعمل أو حالات إنسانية خاصة، يُظهر مكتب الهجرة اهتمامًا بالغًا، حيث يعمل مباشرة على تحديد أو تقديم الموعد المُحدد مسبقًا، لتجنّب أي تأخير أو اضطراب في مسار تسوية أوضاع الأجانب.

وهذا الاستعداد للاستماع والتكيّف ليس أمرًا شائعًا على مستوى وطني. ففي نظام كثيرًا ما يتسم بالبطء وصعوبة الوصول، تُثبت تجربة مودينا أنه من الممكن الجمع بين الشرعية والإنسانية، وتقديم إجابات سريعة ومتناسقة وصحيحة قانونيًا لمن هم في حالات ضعف.

إن مكتب الهجرة بمحافظة مودينا هو، بحق، نموذج ملموس لإدارة جيدة: قريب من الناس، ولكنه صارم في احترام الإجراءات. إنها جهة تعمل بهدوء يومي، لكنها تستحق أن تُعرف ويُشاد بها لما تمثله من قيمة.


المحامي فابيو لوسيربو



وجهان للهجرة: من يرتكب الجرائم ومن يندمج. قضية أسامة والحاجة إلى نموذج جديد

 


وجهان للهجرة: من يرتكب الجرائم ومن يندمج. قضية أسامة والحاجة إلى نموذج جديد

بقلم المحامي فابيو لوشيربو
محامٍ خبير في قانون الهجرة
مسجل كجهة ضغط في مجال الهجرة واللجوء في سجل الشفافية للاتحاد الأوروبي – رقم التسجيل: 280782895721-36

في هذه الأيام، أعلن وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي بحزم عن ترحيل مواطنين أجنبيين حُكم عليهما بتهمة الاتجار بالمخدرات، وتم طردهما بعد انتهاء فترة عقوبتهما وإعادتهما إلى بلدهما الأصلي. خطوة ملموسة تهدف إلى تعزيز المبدأ القائل بأن من يرتكب الجرائم وليس له حق بالبقاء يجب ترحيله.

"يستمر الالتزام بترحيل الأشخاص الخطرين المتواجدين بشكل غير قانوني في أراضينا"، جاء ذلك في البيان الذي نشره الوزير على منصة X.

ردًا على هذا الإعلان، أردت أن أُبرز نقطة أساسية: طرد من يرفض احترام القوانين هو أيضًا فعل احترام تجاه من يندمج بصدق. إنه شكل من أشكال الحماية تجاه العديد من الأجانب الذين يحترمون القوانين، ويعملون، ويساهمون في رفاهية المجتمع.

أحد هؤلاء كان عباسا أسامة، شاب يبلغ من العمر 22 عامًا، توفي بشكل مأساوي في حادث مروري في بادوفا أثناء عودته من العمل. كان أسامة قد وجد وظيفة ثابتة، ويدفع الاشتراكات بانتظام، ويسكن في مسكن تم الإبلاغ عنه رسميًا، ووقع اتفاق الاندماج، وهو التزام رسمي مع الدولة الإيطالية لتعلم اللغة، واحترام القوانين، والوفاء بالواجبات الضريبية، والمساهمة في تقدم المجتمع الذي استقبله.

سيتولى القضاء التحقيق في مسؤوليات الحادث الذي أودى بحياة أسامة. ويُؤمَل ألا تكون القضية متعلقة بالاستغلال في العمل، ولكن يبقى من اختصاص القضاء التحقق من هذا الجانب أيضًا، في سياق نجد فيه للأسف العديد من الأجانب يعملون في بيئات وظيفية تتسم بساعات مرهقة، وتنقلات خطيرة، وقلة الحماية.

وقد أوردت الصحافة المحلية خبر وفاة أسامة خلال عودته من العمل:
https://www.vicenzatoday.it/cronaca/correzzola-schianto-facchino-morto-19-marzo-2025.html

وجدير بالذكر أن دعوى قضائية كانت معلقة أمام محكمة البندقية، حيث كنت قد طلبت الاعتراف بالحماية الخاصة لصالح أسامة. وفي تلك الوثائق، كتبت أنه "قد بدأ مسارًا فعليًا للاندماج الاقتصادي في إيطاليا، تشهد عليه عقود العمل المنتظمة والتدرج في الاستقرار داخل سوق العمل". وذكرت أن ترحيله المحتمل كان سيؤدي إلى "انقطاع قسري لمسار الاندماج، وفقدان فرص العمل المستقرة في إيطاليا"، إضافة إلى "غياب شبكة دعم اجتماعي في بلده الأصلي". وختمت بالقول إن كل هذا كان سيشكل انتهاكًا للحق في الحياة الخاصة، كما هو مكفول في المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

إنه من أجل أشخاص مثل أسامة، اقترحت النموذج الجديد: الاندماج أو العودة (ReImmigrazione).
نموذج يعترف ويقدّر من يلتزم ببناء حياته في هذا البلد، وفي الوقت نفسه ينص على العودة إلى بلد المنشأ لمن يرفض القوانين ويختار طريق الجريمة.
نموذج جديد يجب تطبيقه من خلال التوسيع العام لاستخدام إجراء الحماية التكميلية، الذي أثبت نجاحه في حالة أسامة: كانت حياته وعمله ومسيرته مثالًا حيًا على فاعلية هذا الإجراء عندما يُطبق بشكل صحيح.

يجب ألا تُنسى وفاة أسامة.
يجب أن تصبح تحذيرًا، وحجر أساس يؤكد الحاجة إلى نموذج جديد، ليس قائمًا فقط على العمل، بل على الاندماج باعتباره مسارًا متكاملًا، يشمل تعلم اللغة، واحترام القوانين، والمشاركة في الحياة المدنية.
فقط بهذه الطريقة يمكن أن يصبح ظاهرة "الهجرة" قابلة للإدارة ومستدامة.

الصعوبات في الحصول على موعد من السفارة الإيطالية في باكستان لإصدار تأشيرة الدخول: تأمل قانوني وإداري

 الصعوبات في الحصول على موعد من السفارة الإيطالية في باكستان لإصدار تأشيرة الدخول: تأمل قانوني وإداري

بقلم: المحامي فابيو لوسيربو

في السنوات الأخيرة، أصبح الحصول على تأشيرة دخول لإيطاليا من قبل المواطنين الأجانب، وخاصة من دول خارج الاتحاد الأوروبي مثل باكستان، عملية معقدة بشكل متزايد وغير فعالة. تكشف حالة موثقة من قبل مصادر قانونية عن سلسلة من المشكلات الهيكلية والإجرائية التي تثير الشكوك حول فعالية الحقوق المعترف بها للمتقدمين واحترام المبادئ الأساسية للإدارة العامة.

١. الإطار القانوني ومسؤوليات الإدارة العامة

يخضع إصدار تأشيرة الدخول للعمل المأجور لأحكام المادة 22 من المرسوم التشريعي رقم 286 لسنة 1998 (قانون الهجرة الموحد) والمادة 31 من المرسوم الرئاسي رقم 394 لسنة 1999. بمجرد إصدار "تصريح الموافقة" من قبل المكتب الموحد للهجرة، تُلزم السفارة الإيطالية المختصة، بموجب المادة 4 من نفس اللائحة، بإصدار التأشيرة بطريقة "تابعة وتكاملية".

يفرض مبدأ الإدارة الجيدة، المنصوص عليه في المادة 97 من الدستور والمعزز بالمادة 41 من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي، أن يُختتم كل إجراء إداري خلال فترة زمنية معقولة، كما هو منصوص عليه أيضاً في المادة 2 من القانون رقم 241 لسنة 1990. ومع ذلك، ظهرت في كثير من الحالات تأخيرات كبيرة وغير مبررة.

٢. التأخيرات وغياب الردود في الإجراءات

في حالة نموذجية، حصل أحد المواطنين الأجانب على تصريح الموافقة بتاريخ 31 مايو 2024. ورغم إيداع جواز السفر في السفارة في أكتوبر 2024، ورغم إرسال العديد من الإنذارات والمطالبات وطلبات الوصول إلى الوثائق من قبل المحامي، لم تصدر التأشيرة حتى الآن.

استمر الإجراء الإداري لأشهر دون أي تواصل رسمي من قبل الإدارة، في انتهاك لواجبات الشفافية والمشاركة في الإجراءات كما تنص عليه المواد 7 و10 من القانون رقم 241 لسنة 1990. حتى الطلبات المقدمة إلى المفتشية العامة للوظيفة العامة والهيئات الرقابية التابعة لوزارة الخارجية لم تؤدِ إلى نتائج حاسمة.

٣. غموض في الإدارة عن طريق التفويض

جانب آخر من المشاكل يتمثل في إدارة المواعيد والملفات من خلال أطراف ثالثة، مثل شركة BLS في إسلام آباد، المفوضة من قبل البعثة الدبلوماسية للعمل كنقطة استقبال. على الرغم من وظيفة الوساطة، لا تزال هناك غموضات بشأن التنظيم الداخلي، ومعايير تحديد الأولوية في معالجة الطلبات، وشفافية قوائم الانتظار.

شملت طلبات الوصول إلى الوثائق المقدمة من الدفاع القانوني طلبات تتعلق بالاتفاقية مع شركة BLS، وقائمة الملفات المعلقة، وعدد المواعيد الممنوحة أو المرفوضة، والأوامر الإدارية الصادرة عن البعثة. لم يتم توفير هذه الوثائق، على الرغم من الالتزامات المنصوص عليها في التشريعات المتعلقة بالشفافية والوصول إلى الوثائق.

٤. الآثار القانونية والحاجة إلى إصلاح

يؤدي التأخير في إصدار التأشيرة إلى إلغاء فعالية تصريح الموافقة، ويقوض حق المواطن الأجنبي في العمل القانوني في إيطاليا، ويولد ضرراً اقتصادياً واجتماعياً لصاحب العمل والمواطن على حد سواء. علاوة على ذلك، يمكن أن يشكل مسؤولية إدارية تؤدي إلى دعاوى قضائية للمطالبة بتعويض الضرر الناتج عن التأخير أو انتهاك الالتزامات الإجرائية.

تظهر الحاجة الملحة إلى إصلاح هيكلي في نظام إصدار التأشيرات، بما يشمل رقابة أشد على عمل البعثات القنصلية، ورقمنة فعالة للإجراءات، ونشر بيانات إحصائية شفافة حول تقدم الملفات.

الخاتمة

تمثل حالة السفارة الإيطالية في باكستان مثالاً على مشكلة منتشرة في إدارة الإجراءات القنصلية المتعلقة بالهجرة. إن غياب الشفافية، واستمرار الإجراءات لفترات غير معقولة، وقلة المحاسبة من قبل الإدارات المعنية، كلها عوامل تقوض حق الأجانب في أن تُعالج طلباتهم بطريقة عادلة وفعالة وسريعة. من الضروري أن تتدخل وزارة الخارجية والحكومة لضمان إدارة قنصلية فعالة ومتوافقة مع مبادئ سيادة القانون والإدارة الجيدة.


المحامي فابيو لوسيربو
محامٍ لدى محكمة التمييز والمحاكم العليا
مسجل كلوبي في مجال الهجرة واللجوء – الاتحاد الأوروبي ID: 280782895721-36
📍 بولونيا – Via Ermete Zacconi n. 3/A
📍 سوفراتو – Via Pietro Nenni n. 21
📧 avv.loscerbo@ordineavvocatibopec.it
📞 +39 334 1675274

📌 إن قانون الهجرة في تطوّر مستمر.

 

📌 إن قانون الهجرة في تطوّر مستمر.
نعمل كل يوم على تقديم معلومات واضحة، وتحديثات تشريعية، وحماية الحقوق الأساسية للأجانب المقيمين في إيطاليا.

👩‍⚖️ تابع الصفحة للبقاء على اطلاع حول تصاريح الإقامة، الحماية الدولية، لمّ شمل الأسرة وغير ذلك الكثير.

#قانون_الهجرة #تصريح_الإقامة #الحماية_الدولية #الهجرة #محامي_الهجرة

برينوتافاشيلي: أداة مفيدة لكنها بحاجة إلى إصلاح – لا يمكن أن يكون الوصول إلى الحقوق سباقاً مع العقبات الرقمية



برينوتافاشيلي: أداة مفيدة لكنها بحاجة إلى إصلاح – لا يمكن أن يكون الوصول إلى الحقوق سباقاً مع العقبات الرقمية

في سياق التحول الرقمي للإدارة العامة في إيطاليا، يُعد موقع Prenotafacile واحداً من البوابات الأساسية التي تتيح للمواطنين الأجانب التفاعل مع مكاتب الهجرة التابعة للشرطة. يهدف هذا النظام، المتاح عبر الرابط https://prenotafacile.poliziadistato.it، إلى تسهيل حجز المواعيد لتقديم طلبات تصاريح الإقامة أو تجديدها، وكذلك تنفيذ إجراءات أخرى مرتبطة بالإقامة القانونية في البلاد.

من الناحية النظرية، يُعتبر هذا النظام تبسيطاً كبيراً للإجراءات: فهو وسيلة رقمية تهدف إلى تجنب الطوابير، تقليل أوقات الانتظار، وتنظيم عملية الوصول إلى المكاتب. لكن كما يحدث غالباً عندما تصطدم التكنولوجيا بتعقيدات الواقع، يتحوّل ما كان من المفترض أن يكون أداة فعّالة إلى مصدر كبير للإحباط.

أبرز المشكلات تكمن في ندرة المواعيد وسوء إدارة توفرها بشفافية. كثير من المستخدمين، رغم دخولهم اليومي إلى المنصة، لا يتمكنون من رؤية مواعيد متاحة لأسابيع. يبدو أن النظام يكافئ من يمتلك اتصالاً سريعاً بالإنترنت، أو من يمكنه الجلوس لساعات أمام الشاشة، أو من يفهم جيداً طريقة عمل المنصة. أما الأكثر تضرراً فهم الفئات الضعيفة: من لا يجيد استخدام التكنولوجيا، من لا يتحدث الإيطالية بطلاقة، أو من يفتقر إلى شبكة دعم اجتماعي.

هذا الواقع يخلق حالة من الإقصاء الصامت ولكن الظالم. فالوصول إلى الحق – سواء الحق في الإقامة القانونية، أو طلب الحماية الدولية، أو العمل بشكل قانوني – لا ينبغي أن يعتمد على سرعة النقر على رابط. ومع ذلك، بالنسبة للعديد من الأجانب، فإن عدم القدرة على حجز موعد بسيط تعني شهوراً من الانتظار، وخطر فقدان الوضع القانوني، وقطع العمل، وحرمان من الخدمات الصحية أو الاجتماعية.

ليست المسألة تقنية فحسب، بل تتعلق بمبدأ العدالة الإدارية. لا بد أن يضمن النظام الرقمي العام وصولاً متساوياً للجميع، لا أن يخلق حواجز جديدة. عندما تصبح التكنولوجيا أداة لتصفية من يمكنه ممارسة حقه ومن لا، فإنها تخون الغاية من التحول الرقمي في الإدارة العامة.

ما نحتاج إليه هو إعادة تفكير جذرية. يجب أن يتطور نظام Prenotafacile من مجرد تقويم رقمي إلى منصة تفاعلية متكاملة. مكان يمكن للمستخدم من خلاله ألا يحجز الموعد فحسب، بل يتابع أيضاً مسار طلبه، ويرفق المستندات، ويتلقى إشعارات واضحة. مكان يوفر دعماً بلغات متعددة، ويعتمد آليات شفافة ومتكافئة لفتح المواعيد.

البوابة العامة لا يجب أن تعمل كيانصيب. بل ينبغي أن تكون وسيلة لضمان الحقوق، لا لفرز الأشخاص. وهذا يصبح أكثر أهمية في مجال الهجرة، حيث تتقاطع البيروقراطية كل يوم مع حياة الناس وكرامتهم وآمالهم.

الأستاذ فابيو لوسيربو
محامٍ خبير في قانون الهجرة ومسجّل كلوبِيّ في مجال الهجرة واللجوء لدى سجل الشفافية في الاتحاد الأوروبي – رقم التسجيل: 280782895721-36



مركز للكفاءة والإنسانية: مكتب الهجرة في محافظة رافينا



مركز للكفاءة والإنسانية: مكتب الهجرة في محافظة رافينا

يُعتبر مكتب الهجرة في محافظة رافينا بالنسبة للعديد من المواطنين الأجانب نقطة الاتصال الأولى مع الدولة الإيطالية. وفي زمن أصبح فيه موضوع الهجرة محورًا للنقاشات الإيديولوجية والاستقطاب السياسي، من المهم أن نسلط الضوء على تلك المؤسسات التي تمارس عملها يوميًا بجدية وإنسانية عالية وإحساس عميق بالواجب.

في رافينا، يتميّز مكتب الهجرة – الكائن في شارع فيالي إنريكو بيرلينغوير رقم 20 – بالكفاءة في إدارة الإجراءات المتعلقة بالإقامة والحماية الدولية. ومن الضروري التوضيح بأن الإجراءات المتعلقة بلمّ شمل الأسرة والجنسية الإيطالية تُدار من قبل المحافظة (Prefettura)، لكن يبقى دور المحافظة (Questura) مركزيًا فيما يخص دخول الأجانب وإقامتهم، وخصوصًا لأولئك الذين يطلبون نوعًا من الحماية.

تستحق وحدة اللجوء داخل المكتب إشادة خاصة. إذ يُظهر العاملون في هذا القسم يوميًا كفاءة قانونية عالية إلى جانب قدرة نادرة على الاستماع وفهم الحالات الإنسانية لكل طالب حماية. وفي مجال حساس ومعقّد مثل هذا، حيث تتقاطع القوانين مع قصص الضعف الشخصي والبحث عن الحماية، فإن النهج الإنساني يصنع الفارق الحقيقي.

ويعتمد تنظيم المكتب على التحديث الإداري، بما في ذلك إمكانية حجز المواعيد إلكترونيًا عبر بوابة "PrenotaFacile"، ما يساهم في تجنّب الازدحام وتقليص فترات الانتظار وتحسين جودة الخدمة. ومع ذلك، فالعامل الحاسم في تقديم الخدمة يبقى العامل البشري: ما يميّز هذا المكتب هو الجدية التي يؤدي بها كل موظف مهامه، مما يجسّد الوجه الإيجابي للمؤسسة العامة.

وفي أوقات يسود فيها التضليل الإعلامي والجدل، من الضروري أن نتذكر بأن هناك مؤسسات تعمل كل يوم وفق القانون، وتحترم كرامة الإنسان. ويُعد مكتب الهجرة في محافظة رافينا أحد هذه النماذج: مثال يُحتذى به في الاحترافية والإنسانية في خدمة الصالح العام.

المحامي فابيو لوسيربو
خبير في قانون الهجرة ومسجَّل كـ لوبيّ في مجال الهجرة واللجوء في سجل الشفافية لدى الاتحاد الأوروبي – رقم التسجيل: 280782895721-36


حق طالب الحماية في الحصول المؤقت على جواز السفر المحجوز لدى مركز الشرطة من أجل احتياجاته اليومية الأساسية



حق طالب الحماية في الحصول المؤقت على جواز السفر المحجوز لدى مركز الشرطة من أجل احتياجاته اليومية الأساسية

تعليق على قرار المحكمة في بولونيا، رقم التسجيل العام 1222/2025، بتاريخ 7 مارس 2025

في ظل واقع قضائي يتزايد فيه الوعي بالحقوق العملية لطالبي الحماية، يُشكّل قرار محكمة بولونيا – القسم المتخصص في قضايا الهجرة – الصادر بتاريخ 7 مارس 2025، محطة مفصلية في تأكيد التوازن بين واجب التعاون من جهة، وضرورات الحياة اليومية من جهة أخرى.

تعود خلفية النزاع إلى طلب تقدم به أحد طالبي الحماية إلى مركز شرطة مودينا لاسترجاع جواز سفره الذي تم تسليمه عند تقديمه طلب الحماية الدولية، وذلك عملاً بالمادة 11، الفقرة 1 من المرسوم التشريعي رقم 25 لسنة 2008. لم تكن الغاية من الطلب مغادرة البلاد، بل إبراز وثيقة هوية سارية المفعول أمام أحد البنوك الذي اشترط الجواز الأصلي لصرف بطاقة مسبقة الدفع.

بالإضافة إلى ذلك، كان الجواز قد انتهت صلاحيته، وتجديده في قنصلية بلده الأصلي كان يتطلب تسليمه فعليًا.

وقد قبلت المحكمة الطلب المستعجل، موضحةً ما يلي:

"إن الالتزام بتسليم جواز السفر [...] لا يمنع طالب الحماية من استخدام هذه الوثيقة أثناء دراسة طلبه، بهدف التعريف بنفسه أمام جهات أخرى تتطلب ذلك".

بل وأكثر من ذلك، فقد استند القرار إلى مبدأ التناسب والمعقولية، وأكد أن الاحتفاظ المؤقت بجواز السفر لغرض محدد ومبرر لا يُلغي روح النص القانوني، بل يُكمل وظيفته الحمائية.

وقد قضت المحكمة بأنه، بعد استخدام الجواز للأغراض المشار إليها (التجديد والتقديم للبنك)، يجب على طالب الحماية أن يعيده مباشرةً إلى مركز الشرطة، مما يحافظ على علاقة التعاون التي يفرضها القانون.


قراءة تطورية لحق الحماية

يأتي هذا القرار في إطار رؤية أوسع، حيث لا تُجمَّد حقوق طالب الحماية خلال فترة دراسة الطلب، بل تُفعَّل في ممارسة الحياة اليومية. فحقه في امتلاك وثيقة هوية سارية، والتعامل مع البنوك، والجهات العامة، والقنصليات، هو جزء لا يتجزأ من الكرامة الإنسانية، ومن عملية الاندماج الاجتماعي، ومن الشرعية الحقيقية.

يفتح قرار محكمة بولونيا بذلك مجالًا حقيقيًا لإدارة إنسانية وعقلانية لحق الحماية، رافضًا المقاربات الشكلية، ومُعيدًا التأكيد على مركزية الفرد حتى خلال المراحل المؤقتة من الإجراء.


المحامي فابيو لوسيربو
📧 avv.loscerbo@ordineavvocatibopec.it
🌐 www.avvocatofabioloscerbo.it



الحق في تقديم طلب الحماية التكميلية وواجب الشرطة في تفعيل الإجراء: تعليق على أمر محكمة بولونيا، قسم الهجرة، بتاريخ 23 فبراير 2025، رقم التسجيل العام 1199/2025



الحق في تقديم طلب الحماية التكميلية وواجب الشرطة في تفعيل الإجراء: تعليق على أمر محكمة بولونيا، قسم الهجرة، بتاريخ 23 فبراير 2025، رقم التسجيل العام 1199/2025

الأمر الصادر عن المحكمة العادية في بولونيا – القسم المتخصص في شؤون الهجرة والحماية الدولية وحرية تنقل مواطني الاتحاد الأوروبي – بتاريخ 23 فبراير 2025، يعترف بمشروعية الطلب التحفظي وفقًا للمادة 700 من قانون الإجراءات المدنية، والذي يهدف إلى إثبات حق الشخص المعني في تقديم طلب للحصول على الحماية التكميلية لدى قسم الشرطة المختص، وضرورة قيام الإدارة بتفعيل الإجراء الإداري وفقًا للأساليب المعتمدة لطلبات الحماية الدولية.

وقد لاحظ القاضي، في ظل تقاعس الإدارة العامة التام رغم الطلبات المتكررة من قبل المعني، توافر عنصر الحق الظاهر (fumus boni iuris) استنادًا إلى الأحكام الوطنية والمادة 6 من التوجيه الأوروبي 2013/32/UE، وكذلك المادة 18 من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي. كما تم إثبات عنصر الخطر في التأخير (periculum in mora) بسبب حالة عدم الانتظام الإداري التي يعاني منها الطالب في غياب بدء الإجراء، مما يعرضه لخطر الترحيل.

وقد ألزمت المحكمة الشرطة المختصة بقبول الطلب وتزويد المعني بإيصال يحمل قيمة تصريح إقامة مؤقت، أو، كبديل، تحديد موعد خلال 15 يومًا من تاريخ الأمر الرسمي من أجل استكمال الإجراء رسميًا، مع إصدار وثيقة تثبت وجود الطلب قيد المعالجة.


المحامي فابيو لوسيربو
📧 avv.loscerbo@ordineavvocatibopec.it
🌐 www.avvocatofabioloscerbo.it



تجاوز الرؤية الاقتصادية للهجرة: نموذج جديد قائم على الاندماج أو إعادة الهجرة

 تجاوز الرؤية الاقتصادية للهجرة: نموذج جديد قائم على الاندماج أو إعادة الهجرة

نُشر مقال تيتو بويري في مجلة ECO، العدد 1 لعام 2025، ويتناول واحدة من التناقضات الكبرى في عصرنا: الحاجة المتزايدة إلى العمالة المهاجرة في البلدان المتقدمة اقتصاديًا، وفي الوقت نفسه، المخاوف المتزايدة بين الناخبين الذين يعارضون الهجرة غير المنظمة. ومع ذلك، فإن تحليل بويري يستند إلى نموذج تقليدي يقتصر على اعتبار الهجرة مسألة اقتصادية بحتة. هذه النظرة أصبحت غير كافية اليوم.

لا يمكن التعامل مع مسألة الهجرة من منظور سوق العمل فقط. يجب تنظيم الهجرة وفق مبدأ واضح: إما الاندماج أو إعادة الهجرة. لا شك أن العمل عنصر أساسي في الاندماج، ولكنه ليس العامل الوحيد الذي يجب أن يُعتمد في إدارة الهجرة.

العمل، اللغة، احترام القوانين: نموذج "الاندماج أو إعادة الهجرة"

يتأرجح النقاش العام بين رؤيتين متطرفتين:

  1. رؤية نفعية تقبل المهاجرين فقط عندما تكون هناك حاجة اقتصادية لهم.
  2. رؤية أمنية ترى في المهاجرين تهديدًا اقتصاديًا واجتماعيًا.

كلتا الرؤيتين خاطئتان. بدلاً من ذلك، يجب أن تقوم إدارة الهجرة على ثلاثة ركائز أساسية:

  1. العمل: لضمان الاستقلالية الاقتصادية والمساهمة في المجتمع.
  2. تعلم اللغة: عنصر أساسي للاندماج والتفاعل مع المجتمع المضيف.
  3. احترام القوانين: لضمان تماسك المجتمع ومنع النزاعات الاجتماعية.

في غياب هذه العناصر الثلاثة، يمكن أن تؤدي الهجرة إلى العزلة الاجتماعية، والتوترات، وزيادة الهشاشة الاقتصادية. لذلك، يجب أن يكون المبدأ الأساسي هو: إما الاندماج الكامل، أو العودة إلى البلد الأصلي (إعادة الهجرة).

من مبدأ "المنفعة الاقتصادية" إلى "واجب الاندماج"

الخطأ الأساسي في تحليل بويري هو افتراض أن العمل كافٍ لضمان اندماج المهاجرين. ولكن الاندماج لا يحدث تلقائيًا بمجرد حصول الشخص على وظيفة. بدون دعم متكامل، يمكن أن تؤدي الهجرة إلى تفكك اجتماعي، وزيادة المناطق المهمشة، وتصاعد النزاعات.

لهذا السبب، يجب تجاوز رؤية "المنفعة الاقتصادية" للهجرة والانتقال إلى نموذج يقوم على "واجب الاندماج". أي أن كل مهاجر يجب أن:

  • يحترم القوانين
  • يتعلم لغة البلد المضيف
  • يساهم في المجتمع بشكل إيجابي

أما من يرفض الاندماج، فلا يمكنه المطالبة بالبقاء في البلد المضيف.

الخاتمة: نحو سياسة هجرة جديدة

يُعد نهج بويري محدودًا وغير قادر على مواجهة التحديات الحالية. السؤال الحقيقي ليس عدد المهاجرين الذين يجب استقبالهم، بل كيفية دمجهم في المجتمع.

يجب وضع سياسات واضحة تضمن أن كل من يصل إلى بلد جديد يصبح جزءًا حقيقيًا من المجتمع، بدلاً من أن يكون مجرد "يد عاملة" مؤقتة.

يجب أن يكون مبدأ الهجرة قائمًا على "الاندماج أو إعادة الهجرة". من يندمج، يتعلم اللغة، يعمل ويحترم القوانين، يجب أن يُمنح الحق في البقاء. أما من لا يلتزم بهذه القواعد، فعليه العودة إلى بلده الأصلي. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان التوازن الاجتماعي والعدالة بين المهاجرين والمجتمع المضيف.


المحامي فابيو لوسيربو
مسجل كـ "لوبيست" في مجال الهجرة واللجوء لدى سجل الشفافية في الاتحاد الأوروبي – رقم التسجيل: 280782895721-36

اللجنة الإقليمية في فيتشنزا تعترف بالحماية الخاصة من أجل الاندماج

 اللجنة الإقليمية في فيتشنزا تعترف بالحماية الخاصة من أجل الاندماج

المقدمة قررت اللجنة الإقليمية في فيتشنزا بتاريخ 10 مارس 2025 في قضية مواطن مغربي، حيث منحت له الحماية الخاصة وفقًا للمادة 32، الفقرة 3، من المرسوم التشريعي 25/2008. تكتسب هذه القرار أهمية خاصة لأنه يحلل بعمق عناصر التجذر الاجتماعي والمهني للطالب وتأثير أي ترحيل محتمل على حقه في الحياة الخاصة والعائلية.

الإطار الواقعي والقانوني وُلد مقدم الطلب في المغرب عام 2001، وغادر بلاده في سبتمبر 2021، ووصل إلى إيطاليا في يوليو 2022. وخلال جلسة الاستماع، صرح بأنه غادر المغرب بسبب صعوبات اقتصادية وعدم قدرته على تحمل تكاليف الرعاية الطبية لوالديه. تم تقديم طلبه للحصول على الحماية الدولية رسميًا إلى مقر الشرطة في روفيغو في يناير 2023.

قامت اللجنة بتقييم الطلب في ضوء اتفاقية جنيف لعام 1951، والمرسوم التشريعي 251/2007، والمرسوم التشريعي 25/2008، ورفضت الاعتراف بوضع اللاجئ والحماية الفرعية، حيث لم يقدم مقدم الطلب عناصر تثبت تعرضه للاضطهاد الشخصي أو وجود خطر حقيقي من الأذى الجسيم الناجم عن العنف العشوائي.

العناصر الرئيسية للقرار تم منح الحماية الخاصة استنادًا إلى ثلاثة عوامل حاسمة:

  1. التجذر الاجتماعي والمهني

    • أثبت مقدم الطلب أنه كان يعمل في إيطاليا منذ مارس 2023 بعقود عمل مؤقتة، ثم حصل على عقد عمل دائم في نوفمبر 2024.
    • قدم الوثائق المالية المتعلقة بالدخل المكتسب وكشوف الرواتب، مما يدل على وضع اقتصادي مستقر ومستقل.
  2. حماية الحياة الخاصة والعائلية

    • اعترفت اللجنة بأن مقدم الطلب، لكونه متواجدًا في إيطاليا لأكثر من عامين ولديه وظيفة مستقرة، قد طور روابط اجتماعية ومهنية مهمة.
    • قد يشكل الترحيل المحتمل انتهاكًا للحق في احترام الحياة الخاصة بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والمادة 19، الفقرة 1.1، من المرسوم التشريعي 286/1998.
  3. الوضع الاقتصادي والصحي في بلد المنشأ

    • صرح مقدم الطلب بأنه المعيل الوحيد لأسرته وأنه لن يكون قادرًا، في حالة عودته إلى المغرب، على توفير الدعم اللازم لوالديه المرضى.
    • أخذت اللجنة في الاعتبار صعوبات الوصول إلى الخدمات الصحية وفرص العمل في بلد المنشأ.

الخاتمة يؤكد قرار اللجنة الإقليمية في فيتشنزا على دور الحماية الخاصة كأداة لحماية أولئك الذين بنوا مسار اندماج قوي في إيطاليا. يسلط القرار الضوء على أهمية التجذر المهني والاجتماعي كعنصر حاسم في تطبيق المادة 32، الفقرة 3، من المرسوم التشريعي 25/2008، بما يتماشى مع المبادئ المنصوص عليها في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

المحامي فابيو لوسيربو - لوبي في مجال الهجرة واللجوء، مسجل في سجل الشفافية للاتحاد الأوروبي - رقم التسجيل: 280782895721-36

إعادة الهجرة والحماية الخاصة: توازن جديد لسياسات الهجرة

 

إعادة الهجرة والحماية الخاصة: توازن جديد لسياسات الهجرة

المقدمة

وصل النقاش حول سياسات الهجرة في إيطاليا إلى نقطة تحول. لقد أصبحت الحماية الخاصة، التي تم إدخالها كأداة لضمان الحقوق الأساسية للمهاجرين، آلية لتنظيم عملية الاندماج. ومع ذلك، لكي لا تصبح هذه الأداة مجرد بديل للحماية الدولية، يجب اعتماد نموذج جديد: إعادة الهجرة، أي المبدأ الذي يقضي بأنه يجب إعادة من لا يندمج إلى بلده الأصلي.

الحماية الخاصة: أداة للتوازن

يُظهر تحليل قرار اللجنة الإقليمية في فيرونا، قسم فيتشنزا كيف تُمنح الحماية الخاصة في غياب شروط الحماية الدولية أو الثانوية. ففي القضية قيد الدراسة، قدم مواطن مغربي طلب اللجوء لأسباب اقتصادية، لكنه حصل على تصريح إقامة للحماية الخاصة بموجب المادة 19، الفقرة 1.1، من المرسوم التشريعي رقم 286/1998.

كان العامل الحاسم هو مسار اندماجه في إيطاليا، والذي تم إثباته من خلال عقود العمل القانونية ووضعه الاقتصادي المستقر.

يؤكد هذا القرار أن الاندماج أصبح معيارًا أساسيًا للبقاء في البلاد، وهو شرط لا غنى عنه لتنظيم الإقامة القانونية في إيطاليا.

الاندماج كالتزام قانوني

يجب ألا يستند الاعتراف بالحماية الخاصة إلى عوامل ذاتية مثل رغبة المهاجر في الاستقرار في إيطاليا، بل يجب أن يعتمد على معايير موضوعية، مثل:

  • العمل القانوني، والذي يمكن إثباته من خلال العقود الرسمية.
  • إتقان اللغة الإيطالية، والذي يجب أن يكون مدعومًا بشهادات معترف بها.
  • احترام القوانين الإيطالية، وعدم وجود سجلات جنائية.

إذا لم يتم استيفاء هذه الشروط، فإن الاندماج يفشل، ويتم تطبيق مبدأ إعادة الهجرة.

إعادة الهجرة: مسار العودة لمن لا يندمج

تشكل إعادة الهجرة نموذجًا جديدًا لإدارة تدفقات الهجرة، وهي ليست مجرد إعادة قسرية للمهاجرين، بل هي استراتيجية منظمة ومدعومة ماليًا تهدف إلى إعادة دمجهم في بلدانهم الأصلية. وتشمل:

  1. برامج العودة الطوعية المدعومة، والتي توفر حوافز مالية للمهاجرين الراغبين في العودة.
  2. مسارات لإعادة الاندماج الاقتصادي والاجتماعي في البلدان الأصلية، بمساعدة المنظمات الدولية.
  3. متابعة ما بعد العودة، لضمان إعادة التوطين في ظروف إنسانية.

يمكن لإيطاليا أن تتبنى هذا النموذج لإيجاد توازن بين الاندماج الحقيقي والعودة المنظمة لأولئك الذين لا يحققون شروط الإقامة.

الخاتمة

يجب أن يتطور نظام الهجرة الإيطالي في اتجاه واضح: الحماية لأولئك الذين يندمجون، والعودة لأولئك الذين لا يفعلون ذلك. لا يمكن للحماية الخاصة أن تصبح آلية تسوية غير مشروطة، ولكن يجب أن تكون نتيجة عملية اندماج واضحة يمكن قياسها. إعادة الهجرة هي الحل لإعادة التوازن إلى النظام، وضمان أن يكون البقاء في إيطاليا حقًا مكتسبًا من خلال العمل، احترام القوانين، والاندماج الاجتماعي.


المحامي فابيو لوسيربو
📍 الموقع الرسمي: https://www.avvocatofabioloscerbo.it
📩 البريد الإلكتروني (PEC): avv.loscerbo@ordineavvocatibopec.it
📞 رقم الهاتف: +39 3341675274

اللجنة الإقليمية ودور الحماية الخاصة في السياق القانوني الحالي

 

اللجنة الإقليمية ودور الحماية الخاصة في السياق القانوني الحالي

المقدمة

تُعد الحماية الدولية أداة أساسية لحماية حقوق الإنسان، وهي منظمة بموجب الاتفاقيات الدولية وقوانين الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن الممارسات الإدارية للجان الإقليمية تُظهر أن الوصول إلى هذه الحماية غالبًا ما يكون محدودًا، مما يؤدي إلى اللجوء المتزايد إلى الحماية الخاصة، التي أُدخلت إلى نظامنا القانوني بموجب المرسوم التشريعي رقم 130/2020 والمحددة في المادة 19 من القانون الموحد للهجرة (المرسوم التشريعي رقم 286/1998).

القضية التي نظرت فيها اللجنة الإقليمية في فيرونا – قسم فيتشنزا

في القضية التي تم تحليلها، تقدم طالب اللجوء، وهو مواطن مغربي، بطلب للحصول على الحماية الدولية مستندًا إلى ظروفه الاقتصادية الصعبة وعدم قدرته على إعالة أسرته في بلده الأصلي. وقد تم النظر في قضيته وفقًا للإجراءات العادية، على الرغم من أن المغرب يعتبر بلدًا آمنًا. ورغم أن اللجنة أقرت بمصداقية تصريحاته، إلا أنها رفضت طلبه للحماية الدولية، مستبعدة كلًّا من صفة اللاجئ والحماية الفرعية.

الحماية الخاصة: اعتراف ضروري

رغم رفض الحماية الدولية، وجدت اللجنة أن هناك أسبابًا قانونية تمنح طالب اللجوء تصريح إقامة للحماية الخاصة وفقًا للمادة 32، الفقرة 3، من المرسوم التشريعي رقم 25/2008. ويستند هذا القرار إلى عاملين رئيسيين:

  1. الاندماج الاجتماعي والمهني لطالب اللجوء – حيث أقام في إيطاليا منذ عام 2021 وأثبت اندماجه من خلال عقود عمل قانونية وشهادات تدريب مهني.
  2. حماية الحياة الخاصة والعائلية – إذ إن ترحيله من إيطاليا قد يشكل انتهاكًا للمادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تحمي حق الفرد في الحياة الخاصة والعائلية، كما هو منصوص عليه في المادة 19، الفقرة 1.1، من المرسوم التشريعي رقم 286/1998.

قرار محكمة العدل الأوروبية في قضية Elgafaji وحدود الحماية الفرعية

يبرز قرار اللجنة أن الحماية الفرعية تُرفض في حالة عدم وجود نزاع مسلح عام. ومع ذلك، فقد أوضحت محكمة العدل الأوروبية في القضية Elgafaji C-465/07 أنه حتى في حالات العنف المنتشر وعدم الاستقرار، يمكن منح الحماية الفرعية إذا توفرت ظروف خاصة، رغم أن القرار النهائي يظل تقديريًا.

الاندماج كمعيار جديد للحماية

العنصر الأساسي في منح الحماية الخاصة هو اندماج طالب اللجوء في المجتمع الإيطالي من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. ويؤكد هذا القرار على تطور مفهوم الحماية، بحيث لم يعد يقتصر على المخاطر في بلد المنشأ، بل أصبح يأخذ في الاعتبار مدى اندماج المهاجر والتزامه بالقوانين كمعيار أساسي للبقاء في إيطاليا.

الخاتمة

تُعد هذه القضية مثالًا واضحًا على كيف أصبحت الحماية الخاصة أداة ضرورية لضمان احترام الحقوق الأساسية. ومع ذلك، يجب أن يرافق تطبيقها إصلاح قانوني أوسع يعترف بـ الاندماج كمعيار أساسي لمنح الإقامة القانونية للأجانب في إيطاليا. لا يمكن أن تكون الحماية الدولية هي المعيار الوحيد للبقاء: يجب أن يصبح الالتزام بالاندماج هو النموذج الجديد للهجرة، بحيث يعتمد استمرار الإقامة على قدرة المهاجر على الاندماج في المجتمع الإيطالي وليس فقط على الخطر في بلده الأصلي.


المحامي فابيو لوسيربو
📍 www.avvocatofabioloscerbo.it
📩 البريد الإلكتروني (PEC): avv.loscerbo@ordineavvocatibopec.it
📞 رقم الهاتف: +39 3341675274