مشاركة مميزة

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو مرحباً بكم في هذا الفضاء الإلكتروني المخصص لتقديم المعلومات القانونية الدقيق...

إجراءات الشكاوى داخل الاتحاد الأوروبي تحت المجهر: ما تكشفه وثائق المفوضية عن حدود الحماية الفردية

 


إجراءات الشكاوى داخل الاتحاد الأوروبي تحت المجهر: ما تكشفه وثائق المفوضية عن حدود الحماية الفردية

عندما يعتقد المواطنون أو المقيمون أن دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تنتهك قانون الاتحاد، فإن الخطوة الأولى التي يلجؤون إليها عادة هي تقديم شكوى رسمية إلى المفوضية الأوروبية. ومع ذلك، فإن الوظيفة الحقيقية لهذه الآلية كثيراً ما يُساء فهمها. وثيقتان نُشرتا مؤخراً، ومتاحتان عبر الروابط:
https://www.calameo.com/books/008079775f6fc9e6a4f22
و
https://www.calameo.com/books/008079775e80c7d70a2b6,
تقدّمان رؤية تفصيلية نادرة حول كيفية تقييم المفوضية للشكاوى، ولماذا لا تتدخل إلا في ظروف محدّدة للغاية.

ولاية المفوضية: رقابة نظامية وليست فردية

توضح الوثيقة الأولى، المتاحة على الرابط **https://www.calameo.com/books/008079775f6fc9e6a4f22**، كيفية تسجيل الشكوى وبداية مرحلة الفحص الأولي. وتؤكد مبدأً يفاجئ الكثير من مقدّمي الشكاوى: فالمفوضية ليست جهة استئناف للنظر في الحالات الفردية. ولايتها المؤسسية تتمثل في ضمان التطبيق الموحد لقانون الاتحاد بين الدول الأعضاء، مما يعني أن تدخلاتها موجّهة إلى المشكلات النظامية وليست مصممة لمعالجة النزاعات الفردية.

حتى عندما تتعلق الشكوى بعائق إداري خطير، لا تمضي المفوضية قدماً إلا إذا وُجدت أدلة على وجود مشكلة متكررة وذات طابع هيكلي. دورها ليس حل حادثة فردية، بل مواجهة الإخفاقات التي تكشف عن مشكلات أوسع داخل الإدارة الوطنية.

لماذا لا تؤدي معظم الشكاوى إلى إجراءات رسمية؟

الوثيقة الثانية، المنشورة عبر الرابط https://www.calameo.com/books/008079775e80c7d70a2b6, توضّح المعايير التي يجب تحقيقها كي تتقدم الشكوى إلى مرحلة أبعد. تشدد المفوضية على أن التأخيرات العرضية أو الأخطاء الفردية أو الأعطال التقنية المؤقتة لا تشكّل انتهاكاً يستوجب تدخل الاتحاد الأوروبي. المطلوب هو ممارسات موثّقة تُظهر الاستمرارية والعمومية والتأثير النظامي.

لهذا السبب، فإن العديد من الشكاوى—even تلك القائمة على وقائع خطيرة—لا تتحول إلى إجراءات مخالفة رسمية. فالقانون الأوروبي يُسند حل النزاعات الفردية أساساً إلى المحاكم والجهات الإدارية الوطنية، باعتبارها الجهات المختصة بمنح وسائل الانتصاف المباشرة والشخصية.

رسالة ما قبل الإقفال: مرحلة أساسية في العملية الإدارية

عندما ترى المفوضية أن الأدلة غير كافية لإثبات وجود انتهاك نظامي، فإنها ترسل إلى الشاكي رسالة «ما قبل الإقفال». هذه الرسالة ليست رفضاً نهائياً، بل دعوة لتقديم معلومات إضافية أو توضيحات. وإذا كشفت هذه المستجدات عن نمط واسع من عدم الامتثال، يمكن للمفوضية إعادة النظر في تقييمها الأولي.

تكشف الوثائق المنشورة في Calameo كيف تضمن هذه الخطوة الشفافية، وتمنع استخدام آلية الشكاوى كبديل غير رسمي للإجراءات القضائية الوطنية.

الهجرة والوصول إلى الخدمات الإدارية: حين لا تعكس القضايا الفردية مشكلات هيكلية

في مجالات حساسة مثل الهجرة واللجوء، غالباً ما يواجه الأفراد صعوبات في الوصول إلى الإجراءات الإدارية. لكن مثل هذه الصعوبات لا ترفع القضية تلقائياً إلى مستوى الاتحاد الأوروبي. فالمفوضية لا تتدخل إلا عندما تظهر هذه العوائق بشكل واسع ومستمر في عدة مناطق أو أمام عدة سلطات.

مع ذلك، تظل آلية الشكاوى مهمة لأنها تنبّه المفوضية إلى الاتجاهات الناشئة. فإذا وردت شكاوى متشابهة من مناطق مختلفة في دولة عضو، فقد يشير ذلك بمرور الوقت إلى مشكلة هيكلية تستحق مزيداً من التحقيق.

فهم الهدف الحقيقي لنظام الشكاوى في الاتحاد الأوروبي

الوثيقتان المتاحتان عبر الروابط:
https://www.calameo.com/books/008079775f6fc9e6a4f22
و
https://www.calameo.com/books/008079775e80c7d70a2b6,
تقدّمان صورة واضحة عن طبيعة وآليات نظام الشكاوى داخل الاتحاد الأوروبي. إنه أداة للشفافية والرقابة، وليس وسيلة فورية للحصول على حماية فردية. يتمثل دوره في تحديد ومعالجة الانتهاكات الهيكلية التي تهدد اتساق وسلامة قانون الاتحاد.

بالنسبة للمحامين وصانعي السياسات والمواطنين الذين يتعاملون مع أنظمة إدارية معقدة، فإن فهم هذا التفريق أمر بالغ الأهمية. فالمفوضية تحمي الإطار العام، بينما تبقى السلطات الوطنية مسؤولة عن حل القضايا الفردية. إن استيعاب هذا البناء المزدوج ضروري لتطوير استراتيجيات قانونية فعّالة ضمن منظومة الحماية متعددة المستويات في الاتحاد الأوروبي.


Avv. Fabio Loscerbo

الحماية التكميلية واختبار الاندماج: قراءة في قرار محكمة فلورنسا الصادر في 4 ديسمبر 2025

 الحماية التكميلية واختبار الاندماج: قراءة في قرار محكمة فلورنسا الصادر في 4 ديسمبر 2025

يشكّل القرار الصادر عن محكمة فلورنسا بتاريخ 4 ديسمبر 2025 (الرقم العام 12055/2024) إضافة مهمّة للنقاش الدائر حول نطاق ووظيفة الحماية التكميلية في إيطاليا، ولا سيما بعد الإصلاحات التشريعية التي أدخلها المرسوم-القانون رقم 20 لسنة 2023. يؤكّد الحكم على توجّه قضائي راسخ يستند إلى الضمانات الدستورية والالتزامات الدولية، رغم تزايد تعقيد الإطار التشريعي.
ويمكن الاطلاع على القرار الكامل عبر الرابط التالي: https://www.calameo.com/books/008079775a54122e54b1f.

درست المحكمة حالة مواطن مغربي رُفض طلبه للحصول على الحماية الدولية من قبل اللجنة الإقليمية المختصة. ورغم الرفض الإداري، أعادت المحكمة بناء الإطار القانوني بدقّة، مبيّنة أن جوهر المادة 19 من القانون الموحد للهجرة لم يتغير: فلا يجوز لإيطاليا طرد أي شخص أو إعادته إلى دولة قد يتعرض فيها لخطر التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، كما لا يجوز الطرد إذا كان ذلك يمسّ التزامات الدولة الدستورية أو الدولية.

ويظهر بوضوح من الحكم أن الحماية التكميلية تظلّ ـ حتى بعد إلغاء بعض أحكام 2023 ـ صمام أمان ذي طبيعة دستورية. وتشير المحكمة صراحة إلى اجتهادات محكمة النقض قبل عام 2020، ولا سيما القرارات الصادرة في أعوام 2018 و2019 و2021، التي أرست مبدأ المقارنة بين اندماج الشخص في إيطاليا والظروف التي تنتظره في بلده الأصلي.

وفي هذه القضية بالتحديد، وجدت المحكمة أدلة قوية على اندماج اجتماعي واقتصادي فعّال: عمل مستقرّ تُوّج بعقد مفتوح المدة، سكن ثابت، تطور ملحوظ في اللغة الإيطالية، ورغبة واضحة في متابعة مشروع حياة طويلة الأمد في إيطاليا. فهذه ليست مؤشرات شكلية، بل عناصر واقعية تُجسّد الحياة الخاصة والعائلية المحمية بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وشدّدت المحكمة على أن الإعادة القسرية ستؤدي بلا شك إلى تدهور كبير في ظروف المعيشة، خاصة في ظل ضعف الروابط العائلية والاجتماعية في المغرب. وهذا التراجع الحاد، عند موازنته مع مستوى الاندماج المحقق في إيطاليا، يفعّل القيود الدستورية على الطرد ويستوجب منح الحماية التكميلية.

كما أكّد الحكم مبدأً عملياً مهماً: عندما يشكّل الطرد انتهاكاً للالتزامات الدستورية أو الدولية، يصبح منح تصريح الإقامة للحماية الخاصة واجباً إلزامياً وليس خياراً تقديرياً. ولم تلاحظ المحكمة أي تهديد للنظام العام أو الأمن الوطني، مما جعل عناصر الاندماج العامل الحاسم في القرار.

بالنسبة للمحامين وصنّاع السياسات، يقدم قرار فلورنسا تذكيراً بأن الحماية التكميلية ما تزال أداة أساسية داخل النظام القانوني الإيطالي، ولا يمكن تقليص مجالها عبر إجراءات تشريعية سريعة. كما يفرض على اللجان الإقليمية إجراء تقييم حقيقي قائم على المقارنة، بعيداً عن التقديرات الضيقة أو النمطية لمفهوم "الهشاشة".

وعلى نطاق أوسع، يساهم الحكم في تشكيل اجتهاد قضائي أكثر اتساقاً في مجال كثير التغيّر، موضحاً المعايير التي يجب أن توجه القرارات الإدارية والمراجعة القضائية في الحالات التي يكون فيها الشخص قد بنى حياة مستقرة ومشروعة وذات معنى داخل إيطاليا.

ويمكن الاطلاع على النص الكامل للقرار عبر الرابط: https://www.calameo.com/books/008079775a54122e54b1f.

المحامي فابيو لوسيربو