مشاركة مميزة

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو مرحباً بكم في هذا الفضاء الإلكتروني المخصص لتقديم المعلومات القانونية الدقيق...

لمّ شمل الوالدين الذين تجاوزوا الخامسة والستين ووجود الأبناء الآخرين في بلد الأصل: محكمة روما توضّح الشروط


 عنوان الحلقة:

لمّ شمل الوالدين الذين تجاوزوا الخامسة والستين ووجود الأبناء الآخرين في بلد الأصل: محكمة روما توضّح الشروط


بودكاست – قانون الهجرة
صباح الخير، أنا المحامي فابيو لوسيربو، وهذه حلقة جديدة من بودكاست قانون الهجرة.
نناقش اليوم حُكمًا مهمًا يتناول مسألة كثيرًا ما تكون حاسمة في إجراءات لمّ الشمل العائلي: وضع الوالدين الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، ودور الأبناء الآخرين الذين ما زالوا مقيمين في بلد الأصل. يدور الحديث عن قرار محكمة روما، دائرة حقوق الشخص والهجرة، الصادر في 20 نوفمبر 2025، في الدعوى المسجّلة بالـ رقم 27916 لسنة 2025.

كانت الدعوى مقدّمة من مواطن مغربي يحمل تصريح إقامة طويل الأمد في الاتحاد الأوروبي، وكان قد حصل من المكتب الموحّد للهجرة في محافظة روفيغو على إذن لمّ الشمل لوالديه معًا. ومع ذلك، رفضت السفارة الإيطالية في المغرب إصدار تأشيرة الدخول لوالدته، بحجة عدم توافر المتطلبات المنصوص عليها في المادة 29 من قانون الهجرة.

وقد أيّدت المحكمة قرار الرفض، موضّحة نقطة غالبًا ما تُسبّب التباسًا: التمييز بين صفة "الوالد المُعال" وصفة "الوالد الذي تجاوز الخامسة والستين"، وهما صفتان بديلتان وليستا متلازمتين. فعندما يتجاوز الوالد الخامسة والستين، لا ينظر المشرّع إلى وضعه المالي، بل إلى وجود أبناء آخرين في بلد الأصل قادرين على رعايته.

وفي القضية محل البحث، كان للوالدة ثمانية أبناء، كما ظهر من "دفتر العائلة" المرفق بالأوراق. وفي مثل هذه الحالة، تشترط القواعد القانونية تقديم إثباتات واضحة: يجب على مقدّم الطلب أن يثبت أنّ الأبناء الآخرين لا يقيمون في المغرب، أو أنّهم—حتى لو كانوا مقيمين هناك—غير قادرين على رعاية والدتهم بسبب ظروف صحية خطيرة ومثبتة.

أما شهادة الإعالة العائلية التي قدّمها صاحب الطلب، فلم تُعتبر كافية، لأنها تُظهر الجانب المالي فقط، ولا تُبيّن القدرة الفعلية على تقديم الرعاية. فالنص القانوني لا يقوم على معيار اقتصادي بحت، بل يأخذ بعين الاعتبار إمكانية الأبناء الآخرين توفير الرعاية الكاملة للوالد المتقدّم في السن.

وبغياب هذه الأدلة المطلوبة، قررت المحكمة رفض الدعوى.

شكرًا على الاستماع. كانت هذه حلقة جديدة من بودكاست قانون الهجرة. إلى اللقا

عندما لا يستطيع الوالدان المسنّان الالتحاق بأبنائهما في إيطاليا: حكم جديد يوضح القواعد

 عندما لا يستطيع الوالدان المسنّان الالتحاق بأبنائهما في إيطاليا: حكم جديد يوضح القواعد

سلّط قرار حديث صادر عن محكمة روما الضوء على أحد أكثر الجوانب حساسية في نظام الهجرة الإيطالي: لمّ شمل الوالدين المسنّين. فقد قضت المحكمة في 20 نوفمبر 2025، في القضية المسجلة تحت رقم 27916 لسنة 2025، بأن وجود أبناء آخرين في بلد الأصل يظل عنصرًا حاسمًا عند تقييم طلبات التأشيرة المخصّصة للمّ شمل الوالدين.

القضية رفعتها مواطن مغربي يحمل تصريح إقامة طويل الأمد في الاتحاد الأوروبي. وكان قد حصل على الموافقة اللازمة من "المكتب الموحد للهجرة" في محافظة روفيغو لجلب والديه إلى إيطاليا. ومع ذلك، وعلى الرغم من تلك الموافقة، رفضت السفارة الإيطالية في المغرب منح التأشيرة لوالدته، معتبرة أن شروط القانون لم تتحقق. وأشارت السفارة إلى سبب محوري: الأم لديها ثمانية أبناء، وعدد منهم ما زال يعيش في المغرب.

حاول مقدم الطلب تجاوز الاعتراض من خلال تقديم شهادة تثبت أن والديه يعتمدان عليه ماليًا. غير أنّ المحكمة رفضت هذا الطرح. فقد أوضحت أن قانون الهجرة الإيطالي يميّز بين فئتين قانونيتين بديلتين: «الوالد المعال» و«الوالد الذي تجاوز الخامسة والستين من العمر». والفارق ليس شكليًا؛ بل يحدد نوع الأدلة المطلوبة.

فبالنسبة للوالد المعال، تتركز المراجعة على الاحتياج المالي. أما في حالة الوالد الذي تجاوز الخامسة والستين، فإن الاعتماد المالي لا يعود ذا صلة. ما يُعتدّ به هو ما إذا كان الأبناء الآخرون في بلد الأصل قادرين — أو غير قادرين — على تقديم الرعاية. وترى المحكمة أن هذا الخيار من المُشرِّع مقصود وواضح: تقدّم العمر يعني حاجة أكبر للرعاية الشخصية، وليس مجرد الدعم المادي.

وفي هذه القضية، لم يُثبت مقدم الطلب أن أشقاءه المقيمين في المغرب غير قادرين على رعاية والدتهم بسبب ظروف صحية خطيرة ومثبتة. وبغياب هذه الأدلة، اعتبرت المحكمة أن السفارة تصرّفت وفق القانون عندما رفضت التأشيرة. وبالتالي، فقد تم رفض الطعن.

ويؤكد الحكم اتجاهًا قضائيًا ثابتًا: إنّ لمّ شمل الوالدين المسنّين يتطلّب مستوى عاليًا من الإثبات. فليس كافيًا أن يُظهر مقدم الطلب أنه قادر على إعالة والديه؛ بل يجب عليه أيضًا إثبات أن أيًا من الإخوة في بلد الأصل غير قادر على توفير الرعاية.

ورغم أن القرار صدر في سياق قضية محددة، إلا أن أثره أوسع. ففي الوقت الذي تحاول فيه إيطاليا الموازنة بين حماية وحدة الأسرة وخطط إدارة الهجرة، تواصل السلطات القنصلية والمحاكم اعتماد معايير صارمة في القضايا التي تتعلق بوالدين متقدّمين في العمر.


Avv. Fabio Loscerbo