مشاركة مميزة

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو

مرحباً بكم في مدونة المحامي المختص بقضايا الهجرة، فابيو لوسيربو مرحباً بكم في هذا الفضاء الإلكتروني المخصص لتقديم المعلومات القانونية الدقيق...

الحماية الخاصة والإدانة الجنائية السابقة: أهمية الاندماج وتوازنها مع المصلحة العامة وفقًا لمحكمة بولونيا

 الحماية الخاصة والإدانة الجنائية السابقة: أهمية الاندماج وتوازنها مع المصلحة العامة وفقًا لمحكمة بولونيا

المحامي فابيو لوشيربو

بموجب الحكم رقم 2291/2024، الصادر بتاريخ 8 مارس 2024 (رقم القضية 579/2024)، تناولت محكمة بولونيا بشكل معمق ومبتكر مسألة الحق في الحماية الخاصة للأجانب الذين سبق أن صدرت بحقهم إدانات بجرائم خطيرة، ووضعت نفسها ضمن الاتجاه القضائي الذي يعزز الوظيفة الدستورية والدولية لهذا النوع من الحماية.

كان مقدم الطلب قد قدم طلبًا استنادًا إلى المادة 19، الفقرة 1.1، من المرسوم التشريعي رقم 286/1998، مباشرة إلى قائد الشرطة، قبل دخول إصلاح عام 2023 حيز التنفيذ. وقد تم رفض الطلب بسبب وجود إدانة نهائية بارتكاب جريمة خطيرة، رغم أن العقوبة قد نُفذت بالكامل. وقد استند القرار إلى الرأي السلبي الصادر عن اللجنة الإقليمية في بولونيا.

المبدأ العام: موازنة الحق في الحياة الخاصة مع النظام العام

استندت المحكمة في تسبيبها إلى المبادئ التي أرستها محكمة النقض الإيطالية – الدوائر المتحدة – بالحكم رقم 24413/2021، والتي تؤكد أن التحقق من الحق في احترام الحياة الخاصة والعائلية بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (CEDU) يجب أن يتم دائمًا من خلال موازنة مع مقتضيات النظام والأمن العام، على أساس معيار التناسب وحداثة الخطر.

النقطة الأساسية في الحُكم هي أن وجود إدانة جنائية – حتى وإن كانت خطيرة – لا يمنع تلقائيًا منح الحماية الخاصة، لا سيما عندما يكون الشخص المعني قد أتم العقوبة وأظهر عبر الزمن مسارًا جديًا من الاندماج الاجتماعي وإعادة التأهيل.

العناصر التي أخذتها المحكمة في الاعتبار

في الحالة المعروضة، قامت المحكمة بتحليل دقيق للوضع الشخصي لمقدم الطلب، وأشارت إلى:

  • وجود إقامة طويلة في إيطاليا (13 عامًا)، مع مسار متقدم من الجذور الشخصية والمهنية؛

  • المشاركة في مسارات تعليمية وتدريبية حتى أثناء فترة السجن؛

  • العمل في الداخل والخارج أثناء فترة السجن، مما يدل على جدية والتزام دائم؛

  • تحسن ملحوظ في إتقان اللغة الإيطالية واندماج تدريجي في المجتمع؛

  • الإقامة مع عمته مع وجود استقلالية سكنية، مما يعكس توازنًا شخصيًا مستقرًا.

واعتبرت المحكمة أنه، حتى لو لم يكن من الممكن القول بانعدام خطر المتقدم بشكل نهائي، فإن هذا الخطر قد ضعف بشكل واضح ولم يعد يطغى على حقه في الحياة الخاصة.

قرار الترجيح: الحماية الخاصة لا الطرد

رأت المحكمة أن حق مقدم الطلب في البقاء في الأراضي الإيطالية، في ضوء علاقته المتجذرة في البلاد، ومسار إعادة التأهيل الذي اتبعه، واندماجه في الحياة العملية والاجتماعية، يتفوق على المصلحة العامة في الأمن، والتي بدت "أقل وزنًا" في هذه الحالة.

وبوجه خاص، أكدت المحكمة أن خطر المساس غير القابل للإصلاح بحياة مقدم الطلب الخاصة والعائلية – إذا تم ترحيله بعد سنوات طويلة من الهجرة – يستدعي تقييمًا يستند إلى مبدأ التناسب والاعتراف بكرامة الإنسان المهاجر.

الخلاصة

يمثل هذا الحكم الصادر عن محكمة بولونيا سابقة هامة في قانون الأجانب، حيث يبيّن أن حتى من ارتكبوا جرائم خطيرة يمكنهم، من خلال مسار حقيقي من الاندماج وإعادة التأهيل، الحصول على حق البقاء في إيطاليا بموجب الحماية الخاصة.

ويؤكد هذا القرار أن القانون يجب أن يجمع دائمًا بين حماية المجتمع والاعتراف بقيمة المسارات الإنسانية الفردية، بما يتماشى مع مبادئ الدستور الإيطالي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وفي هذا السياق، تظل الحماية الخاصة أداةً لـ العدالة الفعلية، تقيم المهاجر ليس فقط على أساس ماضيه، بل أيضًا على أساس حاضره والمستقبل الذي يبنيه يومًا بعد يوم.

المحامي فابيو لوشيربو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق